نداء عاجل لإنقاذ غزة من المجاعة والحصار

أطلقت أكثر من 100 منظمة إغاثية وإنسانية دولية نداء مشتركا يدعو إسرائيل إلى إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية من غذاء وماء وأدوية بشكل كامل وفوري، إلى جانب المطالبة بوقف إطلاق النار.

وفي بيانٍ أصدرته 111 وكالة، حذرت المنظمات من أن الوضع الإنساني في غزة بات كارثيًّا، مشيرة إلى أنّ الإمدادات أصبحت منهكة تمامًا، وأن فرق الإغاثة تشهد زملاءها وشركاءها يضيعون أمام أعينها.

عمال الإغاثة.. في طوابير الجوع وتحت نيران القناصة

أوضح البيان أنّ الحصار الإسرائيلي لا يقتصر تأثيره على المدنيين فقط، بل طال أيضًا عمال الإغاثة الذين أصبحوا يصطفون في طوابير الطعام إلى جانب السكان، ويتعرضون لخطر الاستهداف بالنيران لمجرّد محاولتهم إطعام أسرهم.

وأكدت الوكالات أن الوضع تجاوز مرحلة الأزمة، محذرة من أنّ استمرار المنع سيؤدي إلى انهيار كامل للعمل الإنساني في القطاع المحاصر.

اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس.. والمساعدات عالقة

من جهتها، حملت إسرائيل حركة حماس مسؤولية عرقلة إيصال المساعدات، متّهمة إياها بالاستيلاء على الإمدادات وتحويلها لصالحها، وهو ما نفته حماس جملة وتفصيلًا.

كما ألقت جهات إسرائيلية اللوم على وكالات الأمم المتحدة، مدّعية أنها لم تتسلّم المساعدات الجاهزة. في المقابل، أكدت الأمم المتحدة أنّ قوات الاحتلال هي من تعيق وصول الشحنات، وتمنع دخول الإمدادات التي تنتظر عند المعابر منذ أسابيع.

منظمات كبرى تحذّر: النظام الإنساني لم يفشل بل مُنع

وقعت على البيان منظمات بارزة من بينها أطباء بلا حدود، والعفو الدولية، والمجلس النرويجي للاجئين، مؤكّدة أنّ لدى المجتمع الإنساني القدرة والوسائل للاستجابة للأزمة، لكن منع المساعدات من الوصول حوّل هذه الإمكانيات إلى طاقات محاصرة وغير فاعلة.

مشاهد يومية لإطلاق النار على مراكز التوزيع

وسجلت تقارير حقوقية إطلاق نار شبه يومي على مراكز توزيع الأغذية، خاصة منذ بدء عمل مؤسسة "غزة الإنسانية" المثيرة للجدل والمدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة.

وذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنّه حتى منتصف يوليو، قُتل نحو 875 شخصًا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، بينهم 674 شخصًا سقطوا قرب مواقع تديرها منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني.

الجيش الإسرائيلي اعترف في بعض الحالات بإطلاق طلقات تحذيرية زاعما أن الهدف هو منع الفوضى. وفي يونيو الماضي، أعلن عن إعادة تنظيم طرق الوصول لمراكز الإغاثة لتقليل الاحتكاك، لكن الحوادث استمرّت دون انقطاع.

غزة.. الجوع يفتك كما تفعل الحرب

قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، كانت غزة تعتمد بنسبة كبيرة على المساعدات الغذائية والشحنات التجارية. ومنذ بدء العمليات العسكرية، تفاقم النقص في الغذاء والوقود والأدوية، حتى بات الجوع يقتل كما تفعل القذائف.

تحذيرات المنظمات لا تقتصر على الجانب الإنساني فحسب، بل تمتد إلى فقدان الثقة في المنظومة الدولية، التي باتت عاجزة عن الوصول للمحتاجين رغم توافر الموارد، والسبب، وفق البيان، هو الإغلاق الممنهج والمنع المتعمد.