الجيش الإسرائيلي يدفن رأسه في الرمال، انتحار جندي احتياط ودفنه دون اعتراف به أو جنازة عسكرية
الخميس، 31 يوليو 2025 01:36 م

الجيش الإسرائيلي
وداد العربي
في واقعة تعكس التبعات النفسية العميقة للحرب المستمرة على قطاع غزة، أقدم جندي الاحتياط في لواء المدرعات 401، روعي فاسرشتاين، على إنهاء حياته بعد معاناة شديدة مع الصدمات النفسية التي تعرض لها خلال خدمته العسكرية.
ورغم وضوح الأسباب المرتبطة بالخدمة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لن يعترف به كأحد قتلاه، الأمر الذي أثار موجة غضب في الأوساط العسكرية والإعلامية.
تفاصيل الحادثة وسنوات الخدمة
كان روعي، البالغ من العمر 24 عامًا والمقيم في مدينة نتانيا، قد خدم ضمن وحدة الإخلاء الطبي التابعة للواء 401، وقضى أكثر من 300 يوم في الخدمة الاحتياطية منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. وخلال تلك الفترة، شهد فظائع ميدانية أثناء تنفيذ عمليات إخلاء الجرحى والقتلى من ساحات القتال في قطاع غزة، ما أدى إلى إصابته بصدمات نفسية متراكمة.
أنهى خدمته الأخيرة في مايو 2025، أي قبل نحو شهرين من وفاته، وخلال الأشهر الأخيرة بدأ يتحدث مع المقربين منه عن معاناته النفسية والتجارب القاسية التي عاشها، إلى أن قرر أمس إنهاء حياته.
رفض الاعتراف وموقف الجيش الإسرائيلي
رغم الملابسات التي تربط الحادثة بشكل مباشر بالخدمة العسكرية، رفض الجيش الإسرائيلي الاعتراف بروعي كـ"قتيل جيش"، بحجة عدم امتلاكه أمر استدعاء احتياطي مفتوح وقت وفاته. وتواصلت العائلة مع جهات غير رسمية فقط مثل منظمة "يد الأبناء" و"الجمعية المقدسة"، وأُبلغت بأن الدفن سيكون مدنيًا، دون مراسم عسكرية أو اعتراف رسمي.
وفي هذا السياق، أفاد المتحدث باسم الجيش بأن الانتحار خارج الخدمة النشطة لا يُعتبر "سقوطًا في ميدان الخدمة"، وأنه لا توجد نية لتغيير السياسة المعتمدة.
صمت رسمي وانتقادات داخلية
حتى لحظة إعداد التقرير، لم تتلقّ العائلة أي اتصال مباشر من قيادة الجيش، وسط شعور بالإهمال والتجاهل. ويُنظر إلى هذا الموقف على أنه استمرار لسياسات الجيش في تجاهل الجنود الذين ينهارون نفسيًا بعد خدمتهم، مما يترك عائلاتهم في مواجهة المعاناة وحدها.
أزمة نفسية متفاقمة في صفوف الجيش
تأتي هذه الحادثة في سياق أوسع يشير إلى تصاعد حالات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين، خصوصًا في صفوف قوات الاحتياط. وتشير تقارير لإذاعة جيش الاحتلال وصحيفة "هآرتس" إلى تكرار حالات مشابهة، خاصة بين الجنود الذين خدموا في وحدات ذات تماس مباشر مع ضحايا الحرب، مثل الطب الميداني والهندسة القتالية.
في يناير 2024، كشفت "يديعوت أحرونوت" عن ارتفاع ملحوظ في طلبات الدعم النفسي بين الجنود العائدين من الخدمة، في حين أفادت "معاريف" بتاريخ 19 مايو 2024 بأن جهاز الصحة النفسية التابع للجيش تلقى أكثر من 11 ألف طلب مساعدة منذ اندلاع الحرب، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
غياب الاعتراف يزيد من معاناة العائلات
رغم هذه الأرقام الصادمة، لا تزال المؤسسة العسكرية تتجنب الاعتراف بحالات الانتحار التي تقع بعد انتهاء الخدمة، كما حدث مع روعي، مما يضاعف من ألم العائلات التي تفقد أبناءها بعد صراع صامت مع آثار الحرب.
وتطرح هذه الحالة من جديد تساؤلات عميقة حول مسؤولية الجيش في حماية جنوده نفسيًا، وضرورة مراجعة السياسات المعتمدة في التعامل مع تداعيات ما بعد الخدمة، لا سيما خلال فترات الحرب طويلة الأمد.

نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
التوكل على الله، مفتاح الرضا والنجاح في الدنيا والآخرة
04 مارس 2025 12:41 ص
الأكثر قراءة
-
الجالية المصرية بالسعودية تحتشد أمام القنصلية بجدة للمشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، صور وفيديو
-
من بلجيكا، شاب فلسطيني: مصر سند لفلسطين وترفض تهجيرنا (فيديو)
-
النيابة العامة تكشف سبب وفاة ضحية حفل محمد رمضان
-
رئيس الجالية المصرية في جدة: تصويت الجاليات دعم للاستقرار وبناء الوطن
-
انتخابات مجلس الشيوخ 2025، انتهاء التصويت في اليوم الأول بـ نيوزيلندا
هل تؤيد رحيل وسام أبو علي عن النادئ الأهلي؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً