أول رد من نقابة الأطباء على أزمة نواب "نساء طنطا" (تفاصيل)

تابعت النقابة العامة للأطباء عن كثب ما تم تداوله مؤخرًا من شكاوى واستقالات لعدد من الأطباء النواب بقسم النساء والتوليد بكلية الطب جامعة طنطا، والتي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الطبية والطلابية، وأعادت إلى السطح قضية بيئة العمل والتدريب التي يعمل فيها شباب الأطباء داخل المستشفيات الجامعية.

الأطباء توجه بالتحقيق في أزمة مستشفى طنطا الجامعي 

وأكدت النقابة، في بيان رسمي، أنها تواصلت فور علمها بالأزمة مع إدارة كلية الطب بجامعة طنطا، للوقوف على حقيقة ما جرى، والاطلاع على تفاصيل الشكاوى المقدمة من النواب، والتي أشارت بحسب ما تم تداوله إلى ظروف عمل قاسية وغير إنسانية، وضغوط مهنية غير مبررة. 

وقد طالبت النقابة إدارة الكلية بسرعة التحقيق في الشكاوى، واتخاذ إجراءات حاسمة تضمن الحفاظ على كرامة الأطباء وحقوقهم، وتوفير بيئة تعليمية وتدريبية عادلة وآمنة.

وفي آخر تواصل بين الدكتور أحمد مبروك الشيخ، مقرر لجنة الإعلام وعضو مجلس النقابة العامة للأطباء، وعميد كلية الطب بجامعة طنطا الدكتور أحمد غنيم، أفاد الأخير بأنه تم إصدار أمر إداري بنقل وحدة قسم النساء والتوليد (أمراض النساء) إلى المستشفى التعليمي الفرنساوي، والتي تضم 50 سريرًا وغرفتي عمليات مستقلتين، بالإضافة إلى وحدة مناظير أمراض النساء، في خطوة تهدف إلى تحسين بيئة العمل وتخفيف الضغط على الأطباء.

كما أعلن عميد الكلية أنه تم تعديل نظام النوبتجيات لتصبح 24 ساعة فقط، بدلاً من 48 ساعة متواصلة، مع تقسيم العمل إلى فترتين كل منهما 12 ساعة في حال اكتمال عدد الأطباء المقيمين، مع التأكيد على استمرار العمل بصورة طبيعية لضمان خدمة المرضى، خاصة في ظل استقبال المستشفى لحالات طبية معقدة من عدة محافظات.

من جهته، شدد الدكتور أحمد مبروك الشيخ على أن هذه الأزمة تسلط الضوء من جديد على الظروف التي يعمل فيها شباب الأطباء في مصر، مطالبًا بضرورة اتخاذ خطوات حقيقية لتحسين بيئة التدريب والتعليم داخل المستشفيات التعليمية والجامعية. وقال: "تحسين بيئة العمل للأطباء لا ينفصل عن جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، ولا عن جودة التعليم الطبي نفسه"، مؤكدًا أن الضغط المفرط على الأطباء المقيمين يمثل تهديدًا حقيقيًا لمسارهم المهني وصحتهم النفسية والجسدية.

وأضاف أن استمرار العمل في بيئة غير آمنة وغير عادلة من شأنه أن يؤثر سلبًا على جودة الخدمة الطبية، ويؤدي إلى نزيف مستمر في صفوف الأطباء الشباب سواء بالاستقالات أو بالسفر للخارج، وهو ما يهدد استقرار المنظومة الصحية في البلاد.

وفي ختام البيان، وجهت نقابة الأطباء نداءً عاجلًا إلى جميع الجهات المعنية  من وزارة التعليم العالي، ووزارة الصحة، والمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية  بضرورة إعادة النظر في نظام تشغيل الأطباء الشباب، ووضع معايير مهنية وإنسانية واضحة تضمن لهم حقوقهم، وتوفر لهم مناخًا صحيًا للتعلم والتدريب والعمل، باعتبارهم ركيزة المستقبل في قطاع الصحة.

وأكدت النقابة أن إصلاح المنظومة الصحية يبدأ من تمكين الطبيب الشاب، وتوفير بيئة تضمن له التطور المهني دون استنزاف، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على تحسين الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين، وبناء منظومة طبية قائمة على الجودة والكفاءة والعدالة.