استعدادًا لاجتياح مدينة غزة، إسرائيل تقلل دخول المساعدات وتوقف إنزالها جوًا

في ظل تصاعد التصعيد العسكري في قطاع غزة، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقليص دخول شاحنات الإغاثة الإنسانية إلى القطاع، كما أوقفت عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، وذلك استعدادًا لهجوم كبير على مدينة غزة، أكبر مدن القطاع.

 هذه الإجراءات تأتي في وقت تحذّر فيه منظمات دولية مثل الصليب الأحمر والأمم المتحدة من العواقب الإنسانية الكارثية لأي هجوم واسع النطاق على المدينة المكتظة بالسكان.

إسرائيل تستعد لاجتياح غزة

بعد عامين من الحرب، يُتوقع أن يبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية اجتياح لمدينة غزة، في الوقت الذي يستمر فيه التصعيد العسكري، سواء عبر القصف الجوي أو الهجمات البرية المكثفة. 

في الأيام الأخيرة، قام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ قصف عنيف على المدينة، مما تسبب في اختناق الخدمات الحيوية وجعل الحياة أكثر صعوبة للملايين من المدنيين المحاصرين.

إعلان “منطقة قتال خطيرة”

في خطوة متسارعة تجاه التصعيد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مدينة غزة "منطقة قتال خطيرة"، في إشارة إلى استعداداته العسكرية المتزايدة. من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجوم سيستهدف ما وصفه بـ "أحد المعاقل المتبقية لحماس" في المدينة، وكان الجيش قد نشر هذا الأسبوع منشورات تطالب سكان المدينة بإخلاء منازلهم والتحرك نحو جنوب قطاع غزة، وهو ما قوبل بانتقادات شديدة من قبل الفلسطينيين والمنظمات الإنسانية.

تداعيات الإخلاء الجماعي: تحذيرات دولية

أثار إعلان إسرائيل عن خطط لإخلاء جماعي للفلسطينيين من مدينة غزة ردود فعل واسعة من المنظمات الإنسانية. فقد حذر الصليب الأحمر الدولي من أن تنفيذ عملية الإخلاء الجماعي تبدو "مستحيلة" في الظروف الحالية، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى "نزوح جماعي لا يمكن استيعابه" في ظل الدمار الواسع في البنية التحتية، وتدهور الوضع الإنساني في القطاع.

ميريانا سبولجاريك، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قالت: “من المستحيل أن يتم إخلاء جماعي لمدينة غزة بطريقة آمنة وكريمة في ظل الظروف الحالية.”

وأضافت أن الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع والإعاقة والإصابات، لا يستطيعون الحركة في ظل الأوضاع الحالية، مشيرة إلى أن الإخلاء من شأنه أن يتسبب في تدفق مئات الآلاف من النازحين إلى مناطق أخرى في غزة، وهو ما لا يمكن لأي منطقة تحمل تبعاته.

أزمة إنسانية حادة

في الوقت الذي تعاني فيه غزة من حصار خانق، أكدت بلدية غزة أن أكثر من مليون شخص نزحوا بالفعل إلى مناطق وسط وغرب المدينة، حيث تزداد الأوضاع الإنسانية سوءًا مع استمرار القصف وتدمير البنية التحتية.

 وقد حذّرت البلدية من أن "الظروف مروعة"، مشيرة إلى أن أي توسيع للعمليات العسكرية سيؤدي إلى مزيد من الضحايا والدمار، خاصة في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

من جانبه، أشار سام روز، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، إلى أن السكان في المدينة يعانون من الإرهاق البدني والجوع وسوء التغذية، كما يعيشون تحت قصف مستمر، مما يزيد من صعوبة اتخاذ قراراتهم حول كيفية النجاة من هذا الوضع الكارثي.

نقل سام روز عن الوضع في غزة: “هؤلاء الناس يواجهون الموت. ومع ذلك، هم الآن يواجهون خطر الغزو. يتعرضون للإرهاب على مدار الساعة.”

تحذيرات أممية وشعور بالانهيار

الأوضاع داخل مدينة غزة تتفاقم بشكل سريع، مع استمرار الحصار العسكري على القطاع، وتوقف وصول الوقود والآليات الضرورية لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة، وقالت مصادر في الأونروا إن المنظمات الإنسانية في غزة تواجه صعوبة بالغة في تقديم الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية، وهو ما يهدد حياة الآلاف من الفلسطينيين.

في الختام، يبدو أن التصعيد الإسرائيلي على غزة يتجه نحو مرحلة أكثر دموية، في وقت تزداد فيه المناشدات الدولية لوقف الأعمال العدائية أو تخفيفها لتجنب المزيد من الأرواح البشرية والمزيد من الدمار في المنطقة.