أمين الفتوى: حقوق النبي ﷺ على أمته باقية بعد وفاته.. والنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم

أكد الدكتور أحمد بسيوني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحديث عن سيدنا رسول الله ﷺ حديث ذو شجون، وأن حقوق النبي على أمته لا تقتصر على فترة حياته فقط، بل تبقى مستمرة حتى بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، مشيرًا إلى أن هذه الحقوق تتجدد كل يوم في حياة كل مسلم.

وأوضح خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، ردا على سؤال "هل حق النبي على أمته كان فقط في حياته، أم أن هناك حقوقًا نبوية علينا حتى بعد وفاته؟"،  قائلًا: "الكلام عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُملّ، فهو أشرف وأطهر وأعظم من عرفت البشرية، وقد جمع الله عز وجل فيه من الفضائل والمكارم ما تفرّق في غيره من الناس، وهذا بنص القرآن الكريم، حيث قال تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)، وقد فسر المفسرون أن المقصود بالناس هنا هو النبي صلى الله عليه وسلم".

وأضاف: "اختار الله عز وجل لنبيه كل شيء، اصطفى له نسبه، وزمانه، ومكانه، وأصحابه، وأهله، فكان صلى الله عليه وسلم خيارًا من خيار، كما ورد في الحديث الشريف: "إن الله اصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار من خيار".

وأوضح أن النبي ﷺ لم يكن شخصًا عاديًا، بل صُنع على عين الله، ونشأ في أطهر البقاع – مكة المكرمة – بين قوم كانوا أقرب إلى الفطرة السليمة، فأراد الله أن يبعث فيهم خاتم الأنبياء والمرسلين.

كما أشار الدكتور بسيوني إلى شهادة المنصفين من غير المسلمين، مستشهدًا بما قاله الكاتب الأمريكي مايكل هارت، في كتابه "المئة الأكثر تأثيرًا في التاريخ": "إن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح أعلى درجات النجاح على المستويين الديني والدنيوي". 
وقال بسيوني: "الفضل ما شهدت به الأعداء، وهذه شهادة منصف تُبين مكانة النبي ﷺ العظيمة حتى في أعين غير المسلمين".

وفي سياق حديثه عن استمرار حقوق النبي على الأمة بعد وفاته، قال الدكتور بسيوني: "من أشرف وأعظم الحقوق النبوية التي تبقى بعد وفاته، ما ورد في قوله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)، وهذه الآية لم تُقل لأي نبي من الأنبياء قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بل هي خصوصية نبوية، تشهد بعلو قدره ومنزلته عند ربه، وأنه أولى بالمؤمن من نفسه".

وأوضح أن هذا التشريف الإلهي يعني أن المسلم يجب أن يُقدِّم طاعة النبي على هوى نفسه، وأن يُقدِّم اتباع سنته على آرائه الشخصية، موضحًا: "النبي أولى بك من نفسك، واتباعه طاعة، ونصرته فريضة، ومحبة النبي عبادة لا تنقضي، وتزداد وتُجدد في كل وقت".

وأكد الدكتور أحمد بسيوني على أن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا لا تنتهي، بل تزداد بمرور الزمن، وتزداد معها مسؤوليتنا في التمسك بسنته، والدفاع عن سيرته، والعمل بخلقه، وتوريث محبته في قلوب الأبناء، وقال: "إن من أعظم صور الوفاء للنبي ﷺ بعد وفاته أن نُحيي سنته في بيوتنا، ونجعل من سيرته منهجًا في حياتنا، وأن نكون كما قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)".