تراجع الدولار قبيل اجتماع الفيدرالي الأمريكي

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا أمام العملات الرئيسية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، وذلك قبل ساعات من انطلاق اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي يترقبه المستثمرون حول العالم باهتمام بالغ.

ويأتي هذا التراجع في ظل توقعات قوية بأن يتجه الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عدة أشهر.

مؤشرات الأسواق العالمية

ووفقًا لبيانات منصة "ماركت ووتش"، انخفض مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات كبرى – بنسبة 0.3% ليصل إلى مستوى 101.8 نقطة. 

هذا التراجع جاء بعد أن سجل المؤشر ارتفاعات محدودة الأسبوع الماضي، ما يعكس حالة الحذر التي تسود أسواق الصرف بانتظار قرار الفيدرالي.

توقعات خفض الفائدة

يرى محللون أن الأسواق تسعّر بنسبة تتجاوز 70% احتمالية خفض الفائدة بواقع 25 نقطة أساس على الأقل.

 وتستند هذه التوقعات إلى بيانات اقتصادية حديثة أظهرت تباطؤًا في سوق العمل وتراجعًا في معدلات التضخم، ما يمنح صانعي السياسة النقدية مبررًا للتحرك نحو تيسير السياسة النقدية لدعم الاقتصاد وتجنب الركود.

تأثير القرار على العملات والذهب

تأثرت حركة العملات العالمية بالتراجع، حيث ارتفع اليورو بنسبة 0.4% ليسجل 1.098 دولار، بينما صعد الجنيه الإسترليني إلى 1.27 دولار وهو أعلى مستوى له منذ أسبوعين. 

كما سجل الين الياباني مكاسب طفيفة ليتم تداوله عند 144 ينًا للدولار.

في المقابل، انعكس ضعف الدولار إيجابيًا على أسعار الذهب، التي واصلت صعودها لتقترب من مستوى 3700 دولار للأوقية، وسط توقعات بموجة جديدة من الارتفاعات إذا ما اتجه الفيدرالي نحو خفض الفائدة بالفعل.

انعكاسات أوسع على الأسواق

خبراء الاقتصاد أكدوا أن أي قرار بخفض الفائدة لن يقتصر أثره على أسعار الصرف فقط، بل سيمتد إلى أسواق الأسهم والسندات والمعادن.

 فالخطوة قد تعزز شهية المخاطرة لدى المستثمرين، وتدفعهم نحو الأصول عالية العائد، خاصة في الأسواق الناشئة. 

ومع ذلك، يحذر بعض المحللين من أن التسرع في خفض الفائدة قد يضعف مصداقية الفيدرالي إذا ما عادت معدلات التضخم للارتفاع مستقبلًا.

ترقب تصريحات باول

وتتجه الأنظار غدًا الأربعاء إلى المؤتمر الصحفي الذي سيعقده جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، عقب اجتماع السياسة النقدية. 

إذ ينتظر المستثمرون إشارات واضحة حول توجهات البنك المركزي في الربع الأخير من العام الجاري، وما إذا كان هناك مجال لمزيد من الخفض في الفترة المقبلة