الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

08:14 ص

بعد منح المجتمع الدولي الشرعية لفلسطين، حكومة نتنياهو تحاول إجهاضها بضم الضفة الغربية

الأحد، 21 سبتمبر 2025 06:36 م

وداد العربي، الكاتبة الصحفية والباحثة في الشأن الإسرائيلي

وداد العربي، الكاتبة الصحفية والباحثة في الشأن الإسرائيلي

وداد العربي

في لحظة سياسية فارقة، تتسارع خطوات دولية غير مسبوقة نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، لتفتح مشهدًا جديدًا في مسار القضية الفلسطينية، وتضع إسرائيل أمام مأزق دبلوماسي متصاعد. 

وبينما يشكل الاعتراف المتتالي من قِبل دول غربية كبرى انعطافة مهمة لإحياء حل الدولتين، جاء الرد الإسرائيلي على شكل تهديدات علنية بالضم وتسريع مشاريع استيطانية ترسم ملامح مرحلة أكثر خطورة.

تسونامي الاعترافات الدولية

أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا، الأحد، اعترافها رسميًا بدولة فلسطين المستقلة:

• رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: "اعترفنا اليوم بدولة فلسطين لإحياء أمل السلام، رغم أن حل الدولتين يتلاشى، إلا أننا لن ندع هذا النور ينطفئ".

• رئيس الوزراء الكندي مارك كارني: "بلادنا تعترف اليوم بدولة فلسطين في وقت تعمل فيه إسرائيل جاهدة لمنع قيامها".

• رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز: "هذه الخطوة المشتركة تُقر بشرعية الشعب الفلسطيني وتطلعاته لدولته".

ومن المقرر أن تعلن فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وأندورا وسان مارينو وغيرها اعترافها خلال مؤتمر في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة غداً الثلاثاء، كما أعلنت البرتغال اعترافها بالدولة الفلسطينية اليوم أيضاً.

الرد الإسرائيلي: تشدد وتهديد بالضم

قوبلت هذه الاعترافات بخطاب متطرف من وزراء "اليمين الإسرائيلي المتطرف" في حكومة الاحتلال:

قال وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير: "يجب فرض السيادة فورًا على الضفة وسحق السلطة الفلسطينية".

فيما قال وزير المالية بتسلئيل سموتريش: "انتهى زمن تدخل بريطانيا ودول أخرى في مستقبلنا، والرد هو فرض السيادة على يهودا والسامرة".

أم وزير الثقافة ميكي زوهار: وصف الاعتراف بأنه "معاداة سافرة للسامية"، داعيًا للضم الفوري.

وزعمت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الاعتراف البريطاني "مكافأة لحماس بتشجيع من جماعة الإخوان في بريطانيا".

خطوات عملية للضم على الأرض

في أغسطس الماضي، صادقت الحكومة نهائيًا على خطة البناء في منطقة E1 قرب معاليه أدوميم، بما يعمق تقسيم الضفة ويعزل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني. 

المشروع يضرب التواصل الجغرافي، ويخنق الاقتصاد الفلسطيني، ويعيد تشكيل الجغرافيا بما يقضي فعليًا على أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متصلة.

وبالفعل بدأت إسرائيل بتنفيذ إجراءات ضم تدريجية:

توزيع تصاريح خاصة لسكان بلدات بيت إكسا، النبي صموئيل، وحي الخلايلة شمال غرب القدس، في خطوة تعني إخضاعها لسيطرة إسرائيلية مباشرة.

هذه المناطق تقع بين الجدار الفاصل والخط الأخضر، ما يمنح إسرائيل فرصة للضم الصامت بعيدًا عن الأضواء.

الدعم الأمريكي واللحظة الحرجة

وفي وقت سابق، قال المحلل العسكري الإسرائيلي إلياهو بن آشر أن موجة الاعترافات الدولية "فرصة ذهبية" لفرض السيادة، مؤكدًا أن الإدارة الأميركية الحالية “الأكثر دعمًا لإسرائيل في هذا الملف منذ ستة عقود”، وأكد الصحفي الإسرائيلي عاميت سجال: على أن إدارة ترامب تدعم بناء المستعمرات في المنطقة E1.

ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طالما احتفظ بخيار الضم كورقة مؤجلة، معتبرًا أن الظروف الراهنة تمثل اللحظة المثالية لتنفيذه.

السيناريوهات المتوقعة

1. تصاعد العزلة السياسية لإسرائيل

مع توسع دائرة الاعترافات الأوروبية والدولية بفلسطين، قد تواجه إسرائيل ضغوطًا دبلوماسية غير مسبوقة، ما يضعف قدرتها على المناورة السياسية ويزيد من عزلتها داخل المحافل الدولية.

2. تسريع الضم والاستيطان

إزاء هذه الضغوط، قد يدفع اليمين الإسرائيلي حكومة نتنياهو إلى تسريع خطوات الضم، سواء العلني أو التدريجي، بهدف فرض وقائع على الأرض تسبق أي مفاوضات مستقبلية.

3. تحرك فلسطيني دبلوماسي موسّع

السلطة الفلسطينية والفصائل قد تستثمر هذه اللحظة لتوسيع شبكة الاعترافات، والدفع باتجاه خطوات أكثر عملية مثل طلب عضوية كاملة في الأمم المتحدة، ما يرفع من مكانتها القانونية والسياسية.

4. دور أوروبي متزايد

إذا تزايدت موجة الاعترافات، قد تتحرك بعض الدول الأوروبية نحو فرض إجراءات عقابية أو تقييد التعاون مع إسرائيل في حال استمرت بسياسة الضم، وهو ما قد يشكل ضغطًا اقتصاديًا ودبلوماسيًا ملموسًا.

5. سيناريو التصعيد الميداني

مع اتساع الهوة بين الواقع السياسي والوقائع الميدانية، يبقى احتمال اندلاع جولات توتر أو مواجهات مفتوحة قائمًا، خاصة إذا تسارعت مشاريع الاستيطان أو تم الإعلان عن ضم رسمي لأجزاء من الضفة.

ختاماً

يقف المشهد اليوم بين مسارين متناقضين:

ففي الوقت الذي تحاول فيه الدول الكبرى إحياء حل الدولتين، تتحرك إسرائيل لترسيخ واقع الضم، ما يهدد بجعل هذه الاعترافات مجرد مكاسب رمزية أمام وقائع ميدانية ترسم خريطة مختلفة تمامًا للمنطقة.

هذه اللحظة المفصلية قد تحدد ليس فقط مستقبل القضية الفلسطينية، بل شكل الصراع في المنطقة بأسرها، بين طريق يسعى لإحياء حل الدولتين، وآخر يرسّخ واقع السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الأرض.

استطلاع رأى

هل تتوقع فوز محمد صلاح بالكرة الذهبية بحفل الغد؟

  • نعم

  • لا

طقس حار رطب وأمطار خفيفة، حالة الطقس اليوم 23 سبتمبر

صرح خبراء هيئة الأرصاد الجوية بأن البلاد تشهد اليوم الثلاثاء طقسا حارا رطبا نهارا على القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية وشمال الصعيد

23 سبتمبر 2025 08:00 ص

رئيس الوزراء: حل الدولتين ضرورة أمنية لضمان الاستقرار في المنطقة

أشاد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية وفرنسا لتنظيم المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين

23 سبتمبر 2025 12:21 ص

رئيس الوزراء يلقي كلمة مصر في مؤتمر الأمم المتحدة لتسوية القضية الفلسطينية

شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، في أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى المعني بتسوية القضية الفلسطينية عبر الوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين

22 سبتمبر 2025 10:18 م

search