الشيخ خالد حسن يكتب.. حكم إقامة المتاحف وزيارتها
السبت، 01 نوفمبر 2025 07:41 م
الشيخ خالد حسن
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين.. وبعد .. لقد منح الله تبارك وتعالى الخلق عقلًا يفكر به ، ويميز به ما هو حلال وما هو حرام.
واجب علينا أن نستخدم عقولنا في الأمور الشرعية ، وخاصة إذا كان منها ما هو يسبب شكوكًا في عقيدتنا ، ولعل هذا يوضح لنا أننا أمة سمحة في كل أمورها وأن ديننا الحنيف يلزم علينا الأخذ بأيسر الأمور ، والأمر الذي نحن بصدده ، وهو ( حكم إقامة المتاحف وزيارتها ) هذا الأمر جائز شرعًا ولا حرج فيه ، وهذا ما يثبته ما جاء من الدلائل النقلية والعقلية.
أما من الأدلة النقلية ما جاء قرآننا الكريم في قوله تعالى : ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾. سورة العنكبوت آية( ٢٠)
قال القرطبي في التفسير عند قوله تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ {الأنعام: من الآية11} أي قل يا محمد لهؤلاء المستهزئين المستسخرين المكذبين: سافروا في الأرض فانظروا واختبروا لتعرفوا ما حل بالكفرة قبلكم من العقاب وأليم العذاب، وهذا السفر مندوب إليه إذا كان على سبيل الاعتبار بآثار من خلا من الأمم وأهل الديار.
وإذا جازت الزيارة فإن الانتفاع من ورائها بما هو مباح جائز.
أما إذا كانت الزيارة لتعظيم أهل الكفر والضلال والإعجاب بهم أو غير ذلك من الأغراض الفاسدة فإنها لا تجوز، ولا يجوز الانتفاع من ورائها.
ففي صحيح مسلم وغيره أن عليا رضي الله عنه بعث أبا الهياج الأسدي وقال: ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته." .. أما الدليل العقلي : لو كانت تلك الآثار محرمة لماذا لم يهدمها صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أثناء الفتح الإسلامي لبلاد الشام حيث هناك آثار بابل وآشور ، وأثناء الفتح المصري حيث هناك الآثار الفرعونية والرومانية والقبطية .. وكل تلك الفتوحات العظيمة كانت في عهد كبار الصحابة ( عمر بن الخطاب ) الذي قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ( لو أن الله مصطفٍ من بعدي نبي لكان عمر ) عمر بن الخطاب الذي كان ينزل بكلامه قرآنًا ، ومن بعده الذي تولّى راية الفتوحات ( عثمان بن عفان ) ذو النورين والذي هو من المبشرين بالجنة، وكان أول مصحف بالرسم العثماني في عهده ، فهم أكابر الصحابة لماذا لم يقوموا بهدم تلك الآثار؟!
وما جاء من نص لجنة الفتوى يدل على جواز إقامة تلك المتاحف وزيارتها والانتفاع من ورائها : يجوز شرعًا إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها؛ لأن التماثيل في عصرنا لا يُقصد بها مضاهاة خلق الله، ولا يُقصد بها العبادة والتقديس، ولا تُصْنَع لغرضٍ محرَّم، فإنْ قُصِد بها غرض صحيح: من تَعلُّمٍ، أو تأريخٍ، أو زينةٍ، أو غيرها من الأغراض المباحة في الشريعة فالقول بجوازها أولى، سواء كانت كاملة أو غير كاملة، على الحجم الطبيعي للإنسان أو لا، قُصد بها اللعب والتربية للأطفال وغيرهم أو لا، ويجوز أن تُستخدم، وأن تُباع، وأن تُشترى؛ ولا يجوز تكسيرها كما يفعله بعض الجهَّال والمنحرفين.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا..
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
التوكل على الله، مفتاح الرضا والنجاح في الدنيا والآخرة
04 مارس 2025 12:41 ص
الأكثر قراءة
-
النائب حسن عمار: توجيهات الرئيس السيسي رسخت نزاهة الانتخابات وحياد الدولة بين المرشحين
-
مرسال: نواصل دورنا الإغاثي والإنساني لدعم الشعب الفلسطيني عبر تقديم قوافل مساعدات شاملة
-
تامر الحبال: الجمهورية الجديدة تعزز حقوق الإنسان برؤية شاملة وتطبيقات واقعية في عهد الرئيس السيسي
-
الشيخ خالد حسن يكتب: التحذير من التشكيك
-
نائب رئيس حزب المؤتمر : فلسطين ستظل قضية الأمة… ومصر على رأس المدافعين عن حقوقها
من تتوقع أن يفوز ببطولة السوبر المصري؟
-
الأهلي
-
الزمالك
أكثر الكلمات انتشاراً