الشيخ خالد حسن يكتب.. حماية أطفالنا من خطر السوشيال ميديا
السبت، 08 نوفمبر 2025 05:55 م
الشيخ خالد حسن
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى .. وبعد..
لقد وضع الإسلام علاجًا لكل الأمور التي قد تسبب لنا إدمانًا.. وما نحن فيه من موضوع وهو إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ، والتي تهدد أبناءنا من تضييع أوقاتهم ، وحثهم على بعض من العنف وذلك بسبب ما يُبثّ من مقاطع فيديو التي تدعو إلى ذلك ، من أجل ذلك لابد أن نحافظ على أبناءنا من خطر ذلك الإدمان.. ونسوق إليكم بعضًا من الوسائل التي تعين أبناءنا على التغلب على مخاطر التواصل:
ومنها: اتباعُ المنهجِ النبويِّ في التربيةِ والتعليمِ: فقدْ ضربَ النبيُّ ﷺ لنا المثلَ والقدوةَ في التربيةِ، فعنِ ابنِ عباسٍ قالَ: كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ ﷺ يومًا فقالَ: "يا غلامُ، إني أعلِّمُكَ كلماتٍ: احفظِ اللهَ يحفظْكَ، احفظِ اللهَ تجدْهُ تُجاهَكَ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوكَ بشيءٍ، لم ينفعوكَ إلا بشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ لكَ، وإنِ اجتمعوا على أن يضرّوكَ بشيءٍ لم يضرّوكَ إلا بشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفّتِ الصُّحفُ”
وعن عُمَرَ بنِ أبي سَلَمَةَ يقولُ: كنتُ غلامًا في حجرِ رسولِ اللهِ ﷺ، وكانتْ يدي تطيشُ في الصَّحفةِ، فقالَ لي رسولُ اللهِ ﷺ: "يا غلامُ، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكُلْ مما يليكَ”، قالَ: فما زالتْ تلكَ طِعمتي بعدُ. (البخاري).
إنَّ صلاحَ أولادِنا أن نغرسَ فيهم منهجَ نبيِّنا ﷺ في جميعِ شؤونِ الحياةِ، وذلكَ بتعليمِهم آدابَ الصلاةِ والصومِ والاستئذانِ، ودخولِ البيتِ وخروجِهِ، واحترامِ الكبيرِ وتوقيرِهِ، وغيرِ ذلكَ من الآدابِ التي حثَّ عليها الشارعُ الحكيمُ.
: تنويعُ ما يُستغلُّ بهِ الوقتُ: فإنَّ النفسَ بطبيعتِها سريعةُ المَلَلِ، وتنفرُ من الشيءِ المكرَّرِ، وتنويعُ الأعمالِ يساعدُ النفسَ على استغلالِ أكبرَ قدرٍ ممكنٍ من الوقتِ. قالَ الإمامُ الغزاليُّ رحمهُ اللهُ: (ترويحُ النفسِ وإيناسُها بالمجالسةِ، والنظرِ، والملاعبةِ، إراحةٌ للقلبِ، وتقويةٌ لهُ على العبادةِ؛ فإنَّ النفسَ ملولٌ، وهي عن الحقِّ نفورٌ؛ لأنَّه على خلافِ طبعِها، فلو كُلِّفَتِ المداومةَ بالإكراهِ على ما يُخالفُها جمحَتْ، وثابتْ، وإذا رُوِّحَتْ باللذاتِ في بعضِ الأوقاتِ، قويَتْ ونشطَتْ، وينبغي أنْ يكونَ لنفوسِ المتقينَ استراحاتٌ بالمباحاتِ، قالَ عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ: “روحوا القلوبَ ساعةً، فإنها إذا أُكرهتْ عميتْ”)
ومنها: غرسُ مراقبةِ اللهِ في نفوسِ الأطفالِ: فيجبُ أنْ نغرسَ في نفوسِ أبنائِنا خلقَ مراقبةِ اللهِ، ويقظةَ الضميرِ الإنسانيِّ في جميعِ أحوالِنا وأعمالِنا وحركاتِنا وسكونِنا؛ قالَ سهلُ بنُ عبدِ اللهِ التستريُّ رحمهُ اللهُ: "كنتُ وأنا ابنُ ثلاثِ سنينَ أقومُ بالليلِ، فأنظرُ إلى صلاةِ خالي محمدِ بنِ سواءٍ، فقالَ لي يومًا: ألا تذكرُ اللهَ الذي خلقكَ؟ فقلتُ: كيفَ أذكرُهُ؟ قالَ: قلْ بقلبِكَ عندَ تقلّبِكَ في ثيابِكَ ثلاثَ مراتٍ من غيرِ أنْ تُحرّك بهِ لسانَكَ: اللهُ معي، اللهُ ناظرٌ إليَّ، اللهُ شاهدي. فقلتُ ذلكَ ليالي، ثمَّ أعلمتُهُ، فقالَ: قلْ في كلِّ ليلةٍ سبعَ مراتٍ، فقلتُ ذلكَ، ثمَّ أعلمتُهُ، فقالَ: قلْ ذلكَ كلَّ ليلةٍ إحدى عشرةَ مرةٍ، فقلتُهُ فوقعَ في قلبي حلاوتُهُ، فلمَّا كانَ بعدَ سنةٍ قالَ لي خالي: احفظْ ما علّمتُكَ، ودمْ عليهِ إلى أنْ تدخلَ القبرَ، فإنَّهُ ينفعُكَ في الدنيا والآخرةِ، فلم أزلْ على ذلكَ سنينَ، فوجدتُ لذلكَ حلاوةً في سرِّي، ثمَّ قالَ لي خالي يومًا: يا سهلُ، مَن كانَ اللهُ معهُ، وناظرًا إليهِ، وشاهدهُ، أيعصيهِ؟!"
ومنها: تنظيمٌ وترتيبُ الوقتِ: فالطِّفلُ الذي يُنظِّمُ وقتَهُ، ويُحدِّدُ هدفَهُ، ويُرتِّبُ أولويّاتِهِ، يُصبِحُ أكثرَ إنجازًا من غيرِهِ، وأقربَ إلى التوفيقِ والسدادِ؛ وعندما تنظرُ في تاريخِ السابقينَ تجدُ أنَّهُم قد حرصوا على ترتيبِ الأوقاتِ؛ فكانوا يُسابقونَ الساعاتِ، ويُبادرونَ اللحظاتِ؛ فعن عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سابِطٍ، قالَ: "لمَّا حضرَ أبا بكرٍ الموتُ، دعا عمرَ رضيَ اللهُ عنهُما فقالَ لهُ: اتَّقِ اللهَ يا عمرُ، واعلمْ أنَّ للهِ عملًا بالنَّهارِ لا يقبلُهُ باللَّيلِ، وعملًا باللَّيلِ لا يقبلُهُ بالنَّهارِ، وأنَّهُ لا يقبلُ نافلةً حتى تُؤدَّى الفريضةُ"
ومنها أيضا: التوجيهُ والتعليمُ والتربيةُ: فالأطفالُ يحتاجونَ إلى توجيهٍ وتعليمٍ وتربيةٍ ومجاهدةٍ. يقولُ الإمامُ الغزاليُّ رحمهُ اللهُ: "اعلم أنَّ الطريقَ في رياضةِ الصبيانِ من أهمِّ الأمورِ وأوكدِها، والصبيُّ أمانةٌ عندَ والديه، وقلبُهُ الطاهرُ جوهرةٌ نفيسةٌ ساذجةٌ خاليةٌ عن كلِّ نقشٍ وصورةٍ، وهو قابلٌ لكلِّ ما نُقِشَ ومائلٌ إلى كلِّ ما يُمالُ بهِ إليهِ، فإنْ عُوِّدَ الخيرَ وعلِّمَهُ نشأَ عليهِ وسعدَ في الدنيا والآخرةِ، وشاركهُ في ثوابِهِ أبوهُ وكلُّ معلِّمٍ لهُ ومؤدِّبٍ، وإنْ عُوِّدَ الشرَّ وأُهمِلَ إهمالَ البهائمِ شقيَ وهلكَ، وكانَ الوزرُ في رقبةِ القَيِّمِ عليهِ والوالي لهُ".
إنَّ للأسرةِ دورًا كبيرًا في رعايةِ الأولادِ منذُ ولادتِهم، وفي تشكيلِ أخلاقِهم وسلوكِهم، وما أجملَ العبارةَ: “إنَّ وراءَ كلِّ رجلٍ عظيمٍ أبوينِ مُربِّيَينِ”، وكما قيلَ: “الرجالُ لا يُولَدونَ بل يُصنَعُونَ”.
اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا من كل سوء ومكروه ..
واللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا..
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
التوكل على الله، مفتاح الرضا والنجاح في الدنيا والآخرة
04 مارس 2025 12:41 ص
الأكثر قراءة
-
الشيخ خالد حسن يكتب.. حماية أطفالنا من خطر السوشيال ميديا
-
النائب جمال أبو الفتوح:مشاركة المصريين بالخارج قوة ناعمة وجبهة وطنية تدحض كل مخططات قوي الشر
-
المهندس أحمد صبور: اتفاقية "علم الروم"خطوة استراتيجية تعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري
-
النائب محمد الجندي: إصدار الصكوك السيادية يخلق أدوات استثمارية للمؤسسات المحلية
-
تاجر ذهب يكشف: Gen Z يفضل عيار 18 والشبكة الألماس تتفوق على الذهب
من تتوقع أن يفوز ببطولة السوبر المصري؟
-
الأهلي
-
الزمالك
أكثر الكلمات انتشاراً