السبت، 13 ديسمبر 2025

04:35 م

الشيخ خالد حسن يكتب.. لا تغلوا في دينكم .. وعليكم بالوسطية

السبت، 13 ديسمبر 2025 03:12 م

الشيخ خالد حسن

الشيخ خالد حسن

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى.. وبعد ، لقد حث ديننا الحنيف على الوسطية وعدم المغالاة في الدين ، وذلك لأن التعصب قد يؤدي إلى التطرف الذي يودي ويهلك بنا جميعا.

ولكي يكون المجتمع مأمن من الهلكة،  وعلى أهل العلم الأخذ على يد المتطرفين والحيطة من آرائهم التي تخالف ديننا ومجتمعنا وذلك إعمالا بقوله - صلى الله عليه وسلم  - : مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا رواهُ البخاري. والوسطية هي التي تميز أمتنا أمة  الحبيب المصطفى  - صلى الله عليه وسلم  -  لذلك  نهانا الإسلامُ عنِ التطرُّفِ والتعصُّبِ بكلِّ صُوَرِهِ وأشكالِهِ وألوانِهِ، وحثَّنا على الوسطيةِ والاعتدالِ، لأنَّ الدِّينَ الإسلاميَّ دينُ الوسطيةِ والاعتدالِ، كما أنَّ هذهِ الأمَّةَ المحمديَّةَ أمَّةُ الوسطيةِ والاعتدالِ، قالَ تعالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143].


وهنا إعجازٌ عدديٌّ في هذهِ الآيةِ الكريمةِ، فعددُ آياتِ سورةِ البقرةِ 286 ÷ 2 = 143، وهذا هو رقمُ هذهِ الآيةِ، فكأنَّ الآيةَ نفسُها جاءتْ وسطًا، وكفَى بها رسالةً للأمَّةِ لتكونَ وسطًا في كلِّ شيءٍ.  عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : ” إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ “ وروى ابنُ ماجةَ عن ابنِ عباسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: “يا أيُّها الناسُ، إيَّاكُم والغلوَّ في الدِّين؛ فإنّهُ أهلَكَ مَن كان قبلَكُم الغلوُّ في الدينِ”. 


 وهذه الوسطيةُ أهَّلَتْ هذه الأمةَ ومنحتهَا الشهادةَ على جميعِ الأممِ.


و”الوسطيةُ” هي الركيزةُ الكبرَى لهذه الأمةِ حتى صارت “الوسطيةُ” مضربَ الأمثالِ، قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: «سألَ رجلٌ الْحُسَيْنَ بْنَ الْفَضْلِ فقال: إِنَّكَ تُخْرِجُ أَمْثَالَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ مِنَ الْقُرْآنِ فَهَلْ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ” خَيْرُ الْأُمُورِ أَوْسَاطُهَا”؟ قَالَ: نَعَمْ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ}، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً}، وقولُهُ تعالَى: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ}، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} ويقولُ الإمامُ ابنُ القيمِ -رحمَهُ اللهُ-: ” دينُ اللهِ وسطٌ بينَ الغالِي فيهِ والجافِي عنهُ، وخيرُ الناسِ النمطُ الأوسطُ الذينَ ارتفعُوا عن تقصيرِ المفرطين، ولم يلحقُوا بغلُوِّ المعتدين”. وهكذا كانت الوسطيةُ والاعتدالُ الركيزةَ العظمَى لهذا الدينِ الحنيفِ ..

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا،  وبلغ بنا..

استطلاع رأى

من تتوقع أن يفوز ببطولة السوبر المصري؟

  • الأهلي

  • الزمالك

النائب محمد مظلوم: دعم الدولة للقطاع الخاص ووثيقة ملكية الدولة مساران متكاملان لتحقيق نمو مستدام

أكد النائب محمد مظلوم عضو مجلس الشيوخ، أن الدولة المصرية تبذل جهودا كبيرة خلال الفترة الأخيرة لدعم القطاع الخاص وتمكينه ليكون شريكا أساسيا في عملية التنمية الاقتصادية

03 ديسمبر 2025 02:12 م

نائب رئيس حزب المؤتمر : فلسطين ستظل قضية الأمة… ومصر على رأس المدافعين عن حقوقها

قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يمثل مناسبة مهمة لتأكيد وحدة الأمة العربية والإسلامية حول القضية الفلسطينية

29 نوفمبر 2025 10:31 م

تامر الحبال بعد التصويت في انتخابات النواب : المشاركة القوية رسالة وعي. وشائعات الإخوان لم تُفلح

أكد المهندس تامر الحبال، القيادي بحزب مستقبل وطن ، أن المشهد الانتخابي في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025 يعكس حالة وعي متنامية لدى المواطنين

25 نوفمبر 2025 07:49 م

search