في ذكرى وفاته:محطات في حياة أحمد زكي

أحمد زكي دينمو السينما المصرية  وأحد العمالقة الذين تركوا ارث فني لا ينسي مهما مرت الأعوام، ففي مثل هذا اليوم، رحل عن عالمنا، لكنه لم يرحل عن ذاكرة الفن المصري و العربي، لم يكن مجرد ممثل، بل حالة متفردة استطاعت أن تنقل السينما المصرية إلى مستوى جديد من الصدق والتجسيد، وقد أحدث نقله هامة في السينما.

قد تكون كلماته صامتة الآن، لكن أدواره لا تزال تتحدث عنه، تُلهمنا ونسمعها في أغنية فلمه الشهير"النمر الأسود"،"اتقدم اتقدم..وكفاية خلاص تتندم"، فهي تشعل الحماس في كل من أصابه اليأس.

بدأ زكي مشواره الفني بأدوار صغيرة، لكنه يتقمص الشخصية بدقة وسلاسه، مماجعله يتألق في أدواره الأولى وينطلق بقوة نحو الشهرة والتفرد بأدوار تلمس قلوب جمهوره.

لكن الانطلاقة الحقيقية للفنان أحمد زكي، بدأت مع فيلم النمر الأسود، الذي لم يكن مجرد دور، بل كان انعكاسًا لحياته الحقيقية شاب فقير يواجه الصعوبات ويحقق النجاح، ومن هنا أصبح اسمه مرتبطًا بالأدوار الصعبة التي تحتاج إلى ممثل له طراز خاص، وشخصيةتلقائية وبسيطة.

في كل مرة تشاهده تشعر أنه الوزير في فيلم"معالي الوزير"، وكأنه النمر الذي لا يستسلم في فيلم"النمر الأسود"، وكأنه عبدالناصرفي"الناصر56"، وغيرها من الأفلام التى مازالت في ذاكرتنا حتي هذه اللحظة، ولا ننسى أعماله الرائعة مع السندريلا سعاد حسني في رائعة"هو..وهي".

مرض الفنان أحمد زكي وتوفي في القاهرة يوم 27 مارس 2005 إثر صراع طويل للغاية مع مرض سرطان الرئة نتيجة كثرة السجائر التي كان يدخنها، وعولج على نفقة الحكومة المصرية في الخارج، وتردد أنه أصيب بالعمى في أواخر أيامه إلا أنه طلب من المحيطين به التكتم على الخبر، وبرحيله فقدت 

 السينما المصرية، أحد أعمدتها، ورحل عن عالمنا، ولكن مازال ذكراه نسمة تراود شمس السينما المصرية.