الأعياد طاعة.. ولا عيد إلا للمتقين

الحمد لله الأعياد مقرونةً بالعبادة فلا عيد إلا للمتقين الصالحين ، سبحانه جعل الليل والنهار خلفة لمن أرد أن يذّكّر أو أراد شكورًا..
ويا شهر رمضان غير مودع ودعناك ، وغير مُلقيٍّ فارقناك ، مصابيحنا فيك مشهورة، ومساجدنا فيك معمورة. الآن تنطفيء المصابيح وتنقطع التراويح ، ونعود إلى العادة ونفارق العبادة،  فمن كان يعبد الله في رمضان فليعبده في سائر الشهور والأعوام ، فإن إله الزمانين واحد وهو على الأعمال مطلع وشاهد.. 
ويا شهر صيام فدتك نفسي.. 
 تمهل بالرحيل والانتقال. 
فما أدري إذا ما الحول ولّى..
  تلقني في أي حال؟! 
أتلقني مع الأحياء حيُا؟!.. 
أم أنك تلقى في اللحد بالي؟!.. 
فهذه طبيعة الأيام فينا.. 
 تبدد نورها بعد الظلام.. 
وهذة سنة الدنيا دوامًا.. 
 فراق بعد جمع واكتمال.  
إن يوم العيد يوم سعيد، يُهنأ فيه المقبول ويُعزّى فيه المطرود ، فهنيئًا لك يا مقبول بثواب الله عز وجل وغفرانه ، وتعسًا لك يا مطرود بإصرارك على عصيانه ، فكم من أعدّ طيبًا لعيده صار مرتهنًا في قبره ؟! وكم من أعدّ ثيابًا لتزيينه صار في تكفينه ؟! فاحمدوا الله على بلوغه وصيامه ، واشكروه على تمام غفرانه،  فهاهو يوم العيد، ما أجمل أن يبدأ فيه المسلمون طاعتهم وفرحتهم بالتكبير لربهم في نغمٍ قدسيٍّ جميل  يعطّر الحياة كلها ، ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر  كبيرًا والحمد لله كثيرًا ، وسبحان الله بكرة وأصيلًا ) فإنها أيام فرحة ، قال - صلى الله عليه وسلم- ( للصائم فرحتان يفرحهما ، فرحة عند فطرته ، وفرحة عند لقاء ربّه ) وفيما رُوي عن عائشة - رضي الله عنها  - أن أبا بكر الصديق- رضي الله عنه- دخل على النبي- صلى الله عليه وسلم- في بيت عائشة في أيام التشريق ، وكان - صلى الله عليه وسلم- مستتر بثوبه ، وكان عنده جاريتان تضربان بالدفّ وتغنيان ، فانتهرهما أبو بكر،  فكشف النبي- صلى الله عليه وسلم- عن وجهه وقال : دعهما يا أبا بكر ؛ فإن لكل قوم عيد وهذا عيدنا )  فلا بد من إدخال السرور على أهلنا ونتناسى الأحفاد والأضغان التي لم يستفد إلا عدو الإسلام والمسلمين.. 
ومن سنن العيد الصلاة في الخلاء ، وأكل تمر قبل صلاة العيد ، ولبس الجديد،  والذهاب إلى المُصلّى من طريق والرجوع منه من طريق آخر..

وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.. 
(اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وبلغ بنا يارب العالمين)