لا للتهجير، مصر تقود العرب لتنفيذ خطة غزة في مواجهة الضغوط الأمريكية

تسببت الهدنة المتعثرة في غزة، إلى جانب اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بترحيل سكان القطاع، في إشعال حالة من الاستنفار بين القادة العرب لوضع خطة متكاملة لمستقبل القطاع، تضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم، وتمكين لجنة من التكنوقراط للإشراف على إعادة الإعمار بعد الحرب المدمرة التي اجتاحت القطاع. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن هذه الخطة في القمة العربية التي تعقد اليوم في مصر، بحسب تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الدول العربية الكبرى، بقيادة مصر، تسابق الزمن لوضع اللمسات الأخيرة على هذه الخطة قبل انعقاد القمة الطارئة لجامعة الدول العربية في القاهرة في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.

وتزايد الإحساس بضرورة التحرك السريع يوم الأحد، بعد إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف جميع المساعدات إلى غزة، زاعمًا رفض حركة حماس عرضًا مدعومًا من الولايات المتحدة لتمديد المرحلة الأولى من الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير، إلّا أن إسرائيل عطلت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق.

خطة مصر لإنقاذ غزة من إسرائيل

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الخطة التي تقودها مصر، والتي سيتم عرضها على الدول الأعضاء الـ22 في الجامعة العربية، تدعو إلى جهود إعادة إعمار تقودها الدول العربية، على مراحل متعددة، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في مساكن مؤقتة خلال إعادة بناء أحيائهم المدمرة، وذلك وفقًا لمسئولين مصريين ورجال أعمال تم إطلاعهم على تفاصيل المبادرة.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الهدف من الخطة هو تقديم بديل واضح لمقترح ترامب الذي أطلقه في فبراير الماضي، والذي نص على الاستيلاء على غزة، وطرد سكانها، وتحويلها إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط"، حيث أصاب هذا المقترح العالم بالصدمة وأثار غضب حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك مصر والأردن، حيث أكد مسئولون هناك أن أي نزوح جماعي للفلسطينيين سيمثل تهديدًا وجوديًا بالنسبة لهم.

وردًا على ذلك، صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بأن واشنطن ستتيح "فرصة" للدول العربية لتطوير خطة بديلة، محذرًا في الوقت ذاته من أنه في غياب هذه الخطة، سيبقى مقترح ترامب الخيار الوحيد المتاح.