من كاب ترامب لـ فستان ليفات، سخرية عالمية من الرسوم الأمريكية على الصين

في مشهد يصفه المراقبون بـ"الكوميديا السياسية"، تواجه الإدارة الأمريكية موجة من السخرية العالمية بسبب سياستها المتشددة تجاه الصين وقراراتها الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية. 

فبدلاً من ردع بكين أو إحراجها، تحولت القرارات إلى مادة للضحك والسخرية والحرج داخل واشنطن نفسها.

قبعة ترامب "صنع في الصين"... عنوان السخرية الأولى

في تصرف رمزي لكنه لاذع، نشرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، صورة شهيرة لقبعة ارتداها الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، وتحمل شعار "اجعل أميركا عظيمة مجددًا"، مع ملاحظة صغيرة لكنها صادمة: قبعة ترامب مصنوعة في الصين.

لم تكتف نينج بذلك، بل أضافت ملصقًا يوضح أن السعر ارتفع من 50 إلى 70 دولارًا، مشيرة بشكل ساخر إلى تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب على الواردات الصينية.

المتحدثة باسم البيت الأبيض ترتدي "صينيًا" لحظة الهجوم على الصين

ولم يتوقف الأمر عند ترامب. ففي 31 يناير الماضي، ظهرت كارولين ليفات، المتحدثة باسم البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحفي أعلنت فيه فرض رسوم على الصين بنسبة 10%. 

لكن الطريف أن أحد الموظفين الصينيين لاحظ أن ليفات كانت ترتدي ملابس مصنوعة من شركة صينية، وهو ما كشفه القنصل الصيني في إندونيسيا عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا).

وسخر الدبلوماسي الصيني "تشانج تشيشنج" عبر حسابه على منصة "X" قائلا: "اتهام الصين عمل... ولكن شراء منتجات الصين أسلوب حياة"، وأشار إلى أن موظفًا في شركة صينية تعرف على الدانتيل المستخدم في الفستان كمُنتج لمصنعهم.

وأرفق تغريدته صورة للفستان الذي ظهرت به المتحدثة الأمريكية، وعلق الفستان "صُنع في الصين"، في إشارة ساخرة لكون رموز إدارة ترامب يعتمدون على المنتجات الصينية، رغم التصريحات العدائية المتكررة تجاه بكين.

وعلق آخرين من الصين: "الدانتيل الموجود على ياقة وزرار هذا الفستان نُسج في بلدة مابو – يوتانج."، وآخر قال ساخرًا :"تم صبغه في مصنعنا، وأنا من قام بتحديد اللون."

في حين علق آخر :"كل الملابس من صنع الصين، ومع ذلك يواصلون الدعوة لمقاطعة الصين يوميًا."

الصين: الرسوم "عبثية" والرد سيكون حتى النهاية

من جهتها، اعتبرت وزارة التجارة الصينية أن قرارات واشنطن بشأن الرسوم الجمركية غير منطقية وعبثية، مؤكدة أنها "ستقاتل حتى النهاية" إذا أصرت الولايات المتحدة على الإضرار بمصالحها.

وصرّحت هي يونغ تشيان، المتحدثة باسم الوزارة، بأن واشنطن هي من بدأت الإجراءات الأحادية، وأن "الكرة الآن في ملعب أمريكا".

الصين رفضت الانجرار إلى مفاوضات تحت الضغط، وأصرت على أن أي حوار يجب أن يُبنى على الاحترام المتبادل والمساواة، لا على منطق الإكراه والابتزاز الاقتصادي.

طريق مسدود في العلاقات التجارية

في ختام المشهد، أعادت بكين التذكير بمثل صيني شهير: "من تسبب في المشكلة، عليه أن يجد لها الحل"، في إشارة مباشرة إلى أن الولايات المتحدة هي من بدأت سلسلة التصعيد.

وفي وقت تسعى فيه بعض الدول لعقد اتفاقيات سريعة مع واشنطن لتفادي تأثير الرسوم الجمركية، تفضل الصين الرد بالمثل، بعيدًا عن الانحناء للضغوط.