الشيخ خالد حسن يكتب.. سيناء أرض التجليات

لقد منحنا الله معشر المصريين ما نتباهى به ، ونفخر به أمام كل الأمم والشعوب، وما يجعلنا مصدر العزة والكرامة والإباء.

منذ فجر التاريخ أثبتت مصر بفضل الله أنها مقبرة للغزاة ونهاية الطغاة ، حتى أنها صارت مهلك لكل هالك يقصدها بظلم أو طغيان ، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - :( ما قصدها هالك إلا وهلك ) ، وذلك يعلمه كل عدو غاشم يريد النيل من مصر ، ولكن الله دائما يجعل كيدهم في نحورهم . 

وهذا يدل على مكانة مصر عند رب العالمين الذي ذكرها في كتابه الكريم في أكثر من موضع ، حيث فيها الأمن فقال تعالى على لسان يوسف عليه السلام ( ادخلوا مصر ان شاءالله آمنين ) ، وحيث فيها الخير الوفير فقال تعالى على لسان موسى عليه السلام:( اهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم ) ، وهذا يؤكد على مكانة مصر عند الله سبحانه وتعالى ، ومما يدل على مكانة مصر والمصريين عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حيث بشر أصحابه الكرام وأوصاهم بأهلها حيث قال : ( إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط ، فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمةً ورحمًا ) وجعل لجيشها نصيبًا في أحاديثه حيث قال : ( اتخذوا منها جندا فهم في رباط إلى أن تقوم الساعة ) فمصر دائما من نصيبها النصر بفضل الله منذ أن دخل الهكسوس إلى أن قضينا على عدونا في حرب أكتوبر المجيد الذي كتب الله فيها لنا النصر على عدونا لاسترداد سيناء من بطش العدو وسيطرته عليها .

سيناء الحبيبة التي تجلى الله عليها أثناء كلامه مع موسى عليه السلام حين طلب من الله أن يراه فقال له عز وجل( لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكًا فخرَّ موسى صعقًا .......) كل ذلك كان في سيناء الحبيبة .. فهنيئا لمصر أن يكون هذا الحدث الجليل فيها بل وفي أغلى البقاع فيها ( سيناء الحبيبة ) التي اقسم بها عز وجل في كتابه الكريم وقال : ( وطور سينين ) وقال تعالى: ( والطور وكتاب مسطور ) 

وقال تعالى: ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ) وهنيئا لجيش مصر العظيم أن يكون هو الدرع والحماية في تلك المعركة المقدسة التي حافظت على سيناء الحبيبة إلى الله .حفظ الله مصر من كيد كل كائد ، وحفظ الله جيشها وجعله درع الأمان لنا وللعرب أجمع ..