لأول مرة، مقاتلات صينية تحلق في سماء مصر ضمن تدريبات جوية مشتركة

في تطور لافت على الساحة الإقليمية، أنهت القوات الجوية المصرية والصينية أول تدريب جوي مشترك بين البلدين، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تمثل تحولًا في خارطة التحالفات العسكرية بالشرق الأوسط.

المناورات، التي أطلق عليها اسم "نسور الحضارة 2025"، شهدت مشاركة واسعة من المقاتلات الصينية المتطورة، وطائرات النقل والمروحيات، وحلقت فوق صحراء مصر في مشهد غير مألوف يعكس تصاعد مستوى التعاون الدفاعي بين الجانبين.

رسالة سياسية واستراتيجية... وتحول في موازين النفوذ

تأتي هذه التدريبات في وقت يشهد فيه النفوذ الأمريكي في المنطقة تراجعًا نسبيًا، مع تركيز إدارة الرئيس دونالد ترامب على القضايا الداخلية، مما أتاح لبكين تعزيز حضورها العسكري والاستثماري في شمال أفريقيا.

وبحسب محللين، فإن هذه المناورة تمثل "إشارة استراتيجية" إلى دخول الصين بقوة في مشهد التوازنات الأمنية الإقليمية، في ظل تنامي اهتمام مصر بتوسيع شراكاتها العسكرية خارج الإطار التقليدي مع واشنطن.

استعراض جوي ومشهدية مبهرة

بثت شبكة تلفزيون الصين الدولية (CCTV) لقطات لطائرات صينية تقلع ليلاً من قواعد مصرية، ووصفت المشهد بأنه "بداية عهد جديد من التعاون العسكري"، بينما نقلت صحيفة جلوبال تايمز عن محللين قولهم إن المناورة أرست أرضية صلبة لشراكة مستقبلية متنوعة.

خبراء: مصر تؤكد ريادتها الإقليمية... والصين تعزز دبلوماسيتها الدفاعية

ويرى المراقبون أن هذه المناورات تخدم أهدافًا متبادلة؛ فبالنسبة لمصر، تعزز من مكانتها كقوة عسكرية إقليمية عربية في منطقة مضطربة، فيما تستخدم الصين الحدث كأداة "دبلوماسية ناعمة ذات طابع عسكري" للترويج لصادراتها من الأسلحة، من طائرات مسيرة وصواريخ إلى معدات مراقبة متقدمة.

 تحديات أمام القاهرة... والولايات المتحدة تراقب

رغم فوائد هذا التعاون، حذر محللون من أن مصر قد تواجه تداعيات محتملة من واشنطن إذا ما استمرت في تنويع مصادر تسليحها، خصوصًا في ظل القوانين الأمريكية المتعلقة بالمساعدات العسكرية.

في المقابل، تضخ الصين استثمارات ضخمة في البنية التحتية الدفاعية المصرية، بما في ذلك مشاريع تصنيع الأقمار الصناعية وأنظمة المراقبة العسكرية.

بيان رسمي.. "نقطة انطلاق جديدة للتعاون العسكري"

أشادت القوات الجوية الصينية في بيان ختامي للمناورات بما وصفته بـ"الإنجاز التاريخي"، مؤكدة أن التدريبات تمثل "نقطة انطلاق جديدة ومعلماً هاماً في مسيرة التعاون العسكري بين الصين ومصر".