عودة السودانيين من مصر، 53 ألفًا وصلوا إلى الخرطوم في رحلات مدعومة (تفاصيل)

في ظل تصاعد موجات عودة السودانيين من مصر، ودّعت سلمى هاشم رمضان شقيقتها قبل أن تنطلق ضمن مجموعة من السودانيين العائدين إلى بلادهم بعد استعادة الجيش السوداني مساحات واسعة من الخرطوم من قبضة قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

اصطحبت سلمى طفلي شقيقتها في واحدة من الرحلات التي تنظمها مبادرة "العودة الآمنة"، والتي أُطلقت لتوفير وسيلة آمنة تتيح عودة السودانيين من مصر إلى وطنهم، بعيدًا عن شبكات التهريب، خاصة لمن لا يملكون وثائق إقامة أو لا يستطيعون تحمّل تكاليف السفر.

53 ألف شخص عادوا من مصر عبر المبادرة

وفقًا لما نقلته وكالة رويترز، قال الشريك المؤسس للمبادرة يسري صالح أبو زيد إن الفكرة انطلقت بشكل عفوي بعد شهر رمضان الماضي.

وأضاف: "أنا والأخ العمدة ولد الدنان كنا بنفتش عن طريج نرجع بيه كسودانيين بصورة آمنة بدل الطريج بتاع التهريب". 

وأوضح أنه حتى تاريخ 28 أبريل، عاد نحو 53 ألف سوداني من مصر ضمن هذه المبادرة.

نوعا الرحلات وتكاليفها بالدقة

المبادرة التي يمولها رجلا أعمال سودانيان، تتيح خيارين للراغبين في العودة:

رحلات إلى الحدود السودانية المصرية (مدينة حلفا)

التكلفة: 1200 جنيه مصري (حوالي 24 دولارًا)، الركاب يختارون لاحقًا وسيلة استكمال الرحلة داخل السودان.

رحلات مباشرة إلى مدن سودانية (مثل الخرطوم):

التكلفة: 4500 جنيه مصري (حوالي 90 دولارًا).

أوضح أبو زيد: "التكلفة لغاية ما الواحد يوصل حلفا 1200 جنيه مصري".

دعم للفئات الأكثر احتياجًا

توفر المبادرة رحلات مجانية لفئات معينة من السودانيين، وتشمل:

أما ذوي الإعاقة: يحصلون على تذاكر مجانية بقيمة 850 جنيهًا مصريًا (حوالي 17 دولارًا).

أسر شهداء الجيش والمصابين في "معركة الكرامة": فيتم تغطية كاملة لتكاليف العودة حتى الحدود.

وقال أبو زيد: "احنا بنتكفل بالرحلة الأولى لذوي الاحتياجات الخاصة. وعندك أسر الشهداء والمعاقين في معركة الكرامة، برضو تذاكرهم مجانا".

سلمى: عدت من أجل أولادي رغم استمرار الصعوبات

أشارت سلمى إلى أنها اصطحبت طفلي شقيقتها حتى يتمكنا من أداء امتحانات الشهادة الإعدادية في السودان، بينما بقيت شقيقتها في مصر لتصفية محتويات المنزل.

وأكدت أنها قررت العودة إلى السودان بعد تحسن الأوضاع في حيها بأم درمان، رغم وجود صعوبات في المياه والكهرباء. 

وأضافت: "بصراحة أنا ما خايفة أروح السودان. لأنه بلدي وأهلي وناسي، وفجدتها شديد ومشتاجة لها".

السودانيون العائدون يثنون على مصر

قال عرمان حسين موسى مقبول، أحد السودانيين العائدين، وهو يستقل الحافلة: "راجعين لبلدنا، ونحن مبسوطين جدا جدا وفرحانين. شاكرين لمصر لاستضافتها لينا والمعاملة الطيبة اللي لقيناها في جمهورية مصر العربية".

الهجمات على بورتسودان وتوسّع الحرب

في موازاة تسارع عودة السودانيين من مصر، تتعرض مدينة بورتسودان لهجمات متكررة من قوات الدعم السريع باستخدام طائرات مسيّرة، ما أدى إلى احتراق أكبر مستودعات الوقود في البلاد.

تضرر البوابة الرئيسية للمساعدات الإنسانية

وتُعد الهجمات على بورتسودان تطورًا خطيرًا في الحرب، إذ فتحت جبهة جديدة شرق البلاد، بعد أن تمكن الجيش من طرد قوات الدعم السريع من وسط السودان في مارس.

الأمم المتحدة تعلن أكثر من 12 مليون نازح

تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الحرب، التي اندلعت بسبب خلافات حول الانتقال إلى الحكم المدني، أدت إلى: نزوح أكثر من 12 مليون سوداني ، كما أن نصف السكان باتوا على حافة الجوع الحاد.

سلمى تصل أم درمان وتؤكد نجاح الرحلة

في ختام رحلتها، أكدت سلمى في رسالة نصية إلى رويترز أنها وصلت بسلام إلى مدينة أم درمان، مشيرة إلى ارتياحها للعودة إلى حضن العائلة رغم الأوضاع الصعبة.