الأنشطة الثقافية بقت حفريات؟، سخرية من واقعة التنقيب عن آثار داخل قصر ثقافة الأقصر

في واقعة أثارت جدلًا واسعًا وسخرية لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، شهد قصر ثقافة الطفل بالأقصر واحدة من أغرب المشاهد في تاريخ العمل الثقافي بمصر، بعدما تم اكتشاف حفرة غامضة داخل القصر يُشتبه أنها كانت بهدف التنقيب عن الآثار، وسط غياب تام للإشراف والرقابة.

وزير الثقافة في زيارة ميدانية.. و"الحفرة" تلفت الانتباة 

كان الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، قد توجه في جولة تفقدية مفاجئة إلى عدد من منشآت الأقصر الثقافية لمتابعة أعمال الترميم ورفع الكفاءة،وأثناء تجوله داخل قصر ثقافة الطفل، فوجئ بوجود حفرة عميقة داخل غرفة بإحدى الشقق التابعة للقصر.

بحسب روايات متداولة، تساءل الوزير باستغراب:

"إيه الحفرة دي؟  

لتأتي الإجابة من أحد الموظفين:
 

"نشاط ثقافي يا فندم"

سخرية على "السوشيال ميديا".. "نشاط ثقافي تحت الأرض"

وعقب انتشار الخبر، انهالت التعليقات الساخرة من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل البعض:

"هو ده مسرح تجريبي ولا حفر استكشافي؟"

"واضح إنهم بيعملوا حفلة تحت الأرض"

"الأنشطة الثقافية بقت حفريات؟"

الوزارة تتحرك.. والإحالة إلى التحقيق والنيابة

من جانبه، لم يمر الأمر مرور الكرام، حيث أحال الوزير الواقعة إلى النيابة العامة بالأقصر، ووجّه بإجراء تحقيقات عاجلة مع عدد كبير من المسؤولين والقيادات، من بينهم:

رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي (السابق)

المدير العام الحالي للإقليم

مدير فرع ثقافة الأقصر

مديرا قصري الثقافة (الأقصر والطفل)

مسؤولو الإدارة الهندسية والمكتب الفني والصيانة

مسؤول الأمن بالفرع

وأكد الوزير أن الوزارة لن تتهاون مع أي شكل من أشكال الفساد أو التقصير، وأن كل من يثبت تورطه في هذه الواقعة سيُحاسب طبقًا للقانون.

"نشاط ثقافي حقيقي".. أم "جريمة كاملة"؟

الواقعة سلطت الضوء مجددًا على أزمة الرقابة على المنشآت الثقافية في بعض الأقاليم، حيث تحوّلت بعض بيوت الثقافة من منارات للتنوير إلى أماكن تُدار بغياب تام للضبط والمحاسبة، ما دفع البعض للتساؤل:
هل كان التنقيب يتم منذ فترة دون علم أحد؟ أم أن الأمر كان تحت أنوف الجميع؟

وفي ختام الجولة، شدد الوزير على أن الوزارة ستكثف الزيارات المفاجئة، ولن تتهاون مع أي تجاوز، وأن المال العام "أمانة"، والثقافة ليست سلعة بل مسؤولية وطنية يجب صيانتها من العبث والإهمال.