ردود فعل عربية وخليجية واسعة على الضربة الإسرائيلية لإيران
الجمعة، 13 يونيو 2025 12:14 م

الدول العربية
جاسمين مهني
في تطور لافت على خلفية الضربات الإسرائيلية المفاجئة التي استهدفت مواقع داخل إيران، من بينها منشآت نووية ومراكز عسكرية رفيعة، سارعت عدة عواصم عربية إلى إصدار بيانات إدانة صريحة للهجوم، محذّرة من عواقب التصعيد العسكري على أمن واستقرار المنطقة.
وتكشف هذه الإدانات عن رغبة عربية واضحة في النأي بالنفس عن المواجهة المحتملة، وسط قلق من أن يتحول التصعيد إلى صراع إقليمي واسع.
وفيما يلي رصد موقع “المدينة” أبرز ردود الفعل العربية الرسمية على الضربة، والتي توحدت لهجتها حول رفض الهجوم الإسرائيلي، والدعوة إلى ضبط النفس واللجوء للحلول السلمية.

«القاهرة»: لا أمن يتحقق بالقوة والغطرسة
جاء الموقف المصري متوازنًا ومتحفظًا، إذ أدانت مصر الهجمات العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية فجر اليوم، مؤكدة متابعتها بقلق بالغ التطورات الحالية المتسارعة.
وأكدت الخارجية المصرية في بيان لها أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية على إيران تمثل تصعيدًا إقليميا سافرا بالغ الخطورة، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وأعربت مصر عن استنكارها لهذا العمل غير المبرر و"الذي سيؤدي الى مزيد من إشعال فتيل الأزمة ويقود الي صراع أوسع في الإقليم وينتج عنه تداعيات غير مسبوقة على امن واستقرار المنطقة".
وشددت الخارجية المصرية على أن هذا العمل العسكري وما سينتج عنه من تداعيات "يعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ ويهدد بانزلاق المنطقة بأكملها الي حالة من الفوضى العارمة".
وجددت مصر تأكيدها على انه لا توجد حلول عسكرية للازمات التي تواجهها المنطقة وإنما عبر الحلول السياسية والسلمية.
وأكدت مصر على أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي دولة في المنطقة بما في ذلك إسرائيل، وإنما يتحقق ذلك فقط من خلال احترام سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتحقيق العدالة وانهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.

«السعودية»: دعوة لتحرك دولي عاجل لوقف العدوان
أعربت المملكة العربية السعودية عن "إدانتها واستنكارها الشديدين" للهجمات الإسرائيلية، التي استهدفت بحسب تقارير إعلامية كبار القادة العسكريين الإيرانيين ومنشآت استراتيجية.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية، شددت المملكة على أن "المجتمع الدولي، ومجلس الأمن تحديدًا، يتحملان مسؤولية كبيرة في وقف هذا العدوان الخطير"، في رسالة ضمنية تطالب بجهد دبلوماسي دولي لاحتواء التصعيد.

«الإمارات» انتهاك سافر للقانون الدولي
بدورها، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة الاعتداءات الإسرائيلية، معتبرة أنها تمثل "انتهاكًا صارخًا لسيادة إيران وأمنها الوطني، وتعدّ مخالفة صريحة للأعراف والقوانين الدولية."
البيان الإماراتي لم يتطرق إلى تفاصيل إضافية، لكنه يعكس اتجاها خليجياً عاماً يرفض عسكرة النزاعات، خصوصاً في ظل التوترات النووية المستمرة بين إيران والغرب.

«قطر» قلق بالغ من التداعيات الإقليمية
أدانت قطر الهجوم بشدة، ووصفت الضربات الإسرائيلية بأنها "انتهاك خطير للسيادة الإيرانية، يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها."
ويُقرأ الموقف القطري في سياق السياسة الخارجية للدولة التي تحاول باستمرار لعب دور وساطة بين الأطراف المتنازعة في الإقليم، بما فيها إيران والولايات المتحدة.

«الكويت» تحذير من المخاطر على استقرار المنطقة
عبّرت وزارة الخارجية الكويتية عن "إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين للهجمات الإسرائيلية"، مشيرة إلى أنها "انتهاك سافر لكافة القوانين والمواثيق الدولية، واعتداء مباشر على السيادة الإيرانية."
وأضاف البيان أن هذه التطورات "تعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر، وتستلزم تحركًا دوليًا عاجلًا لمنع تدهور الموقف."

«عُمان» التصعيد يهدد فرص التهدئة النووية
في موقف له دلالات دبلوماسية أعمق، أدانت سلطنة عُمان الهجوم الإسرائيلي واصفة إياه بـ"المتهور"، وأشارت إلى أن الضربة جاءت في "توقيت حساس للغاية"، في إشارة ضمنية إلى تعقيدات المحادثات النووية الجارية بين إيران والغرب، والتي تلعب مسقط دورًا محوريًا في تسهيلها.
البيان العُماني جاء متناغمًا مع سياسة الحياد الإيجابي التي تنتهجها السلطنة تاريخيًا، لا سيما في القضايا الإقليمية الحساسة.

«الأردن» خرق فاضح للقانون الدولي
أدانت المملكة الأردنية الهاشمية ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي السافر" على إيران، معتبرة أنه "انتهاك صارخ لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، وتجاوز واضح للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة."
البيان الأردني عكس نبرة حادة نسبيًا، في موقف يُقرأ ضمن سياق قلق عمّان من أي تصعيد عسكري إقليمي قد ينعكس على أمنها الداخلي وحدودها الشمالية مع سوريا.

«لبنان» خطر على الأمن الإقليمي والعالمي
أما في لبنان، فقد جاء الموقف على لسان رئيس الحكومة نواف سلام، الذي قال إن الهجوم الإسرائيلي "يشكل انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي والسيادة الإيرانية"، محذرًا من أن تداعياته "تهدد استقرار المنطقة، بل والسلام العالمي."
الموقف الرسمي اللبناني يتسم بالحذر، نظرًا لتعقيدات الساحة الداخلية، وتواجد حزب الله كقوة موالية لإيران على الأراضي اللبنانية.

إدانة جماعية ورسائل متعددة
تكشف هذه البيانات الجماعية أن هناك اتفاقًا عربيًا عامًا على رفض التصعيد العسكري من الجانب الإسرائيلي، في وقتٍ تتفاقم فيه الهشاشة الأمنية والاقتصادية للمنطقة.
ومع أن بعض الدول أرفقت بياناتها برسائل غير مباشرة بشأن ضرورة ضبط النفس من جميع الأطراف، إلا أن الخطاب العام كان موحدًا في تحميل إسرائيل مسؤولية التصعيد، والتأكيد على احترام سيادة إيران كدولة عضو في المجتمع الدولي.

صوت عربي واحد أم قلق من الانزلاق؟
سواء جاءت هذه المواقف انطلاقًا من التضامن الإقليمي أو بدافع تجنب الانخراط في صراع أكبر، إلا أنها تشي بقلق عربي حقيقي من أن يكون التصعيد العسكري الحالي بداية لمسار تصادمي أوسع، قد تمتد نيرانه لتشمل عواصم وشعوب المنطقة كلها.
ففي حين تملك بعض الدول قنوات اتصال نشطة مع طهران، وأخرى ترتبط بتحالفات استراتيجية مع واشنطن وتل أبيب، يبدو أن الخيار العربي الجماعي يميل حتى الآن إلى تغليب الدبلوماسية، ورفض منطق الحرب، والضغط لوقف دوامة الردود المتبادلة.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
التوكل على الله، مفتاح الرضا والنجاح في الدنيا والآخرة
04 مارس 2025 12:41 ص
الأكثر قراءة
-
الموعد والقنوات الناقلة مباراة الأهلي وإنتر ميامي الأمريكي في كأس العالم للأندية
-
إيران تعلن مقتل 3 علماء ذرة جدد اليوم
-
مقتل 60 مدنيا فى هجوم إسرائيلى استهدف مجمعًا سكنيًا في إيران
-
عاجل، رئيس الوزراء يعلن تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير
-
منتخب فلسطين يودع تصفيات كأس العالم بعد التعادل أمام عمان بالثواني الأخيرة
ما توقعاتك لمباراة الأهلي وباتشوكا استعداداً لكأس العالم للأندية ؟
-
فوز الأهلي
-
فوز باتشوكا
-
تعادل الفريقين
أكثر الكلمات انتشاراً