«الحاج قاسم»، صاروخ إيراني جديد يُثير الرعب في تل أبيب

استخدمت إيران صاروخًا باليستيًا تم تطويره حديثًا، في أحدث سلسلة من الغارات الجوية ضد إسرائيل، ليلة السبت/ الأحد، والذي يحمل اسم الجنرال قاسم سليماني الذي تم اغتياله بأوامر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2020.

اللواء قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، وهي فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني والمسؤولة أساسًا عن العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج الحدود الإقليمية.

نقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن مصدر مطلع أن الصواريخ المُستخدمة في سلسلة الهجمات الجديدة على تل أبيب، ليلة السبت/ الأحد، كانت مزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار.

وأضاف أن الحرس الثوري استخدم صاروخ "الحاج قاسم" الباليستي التكتيكي الموجه الذي يعمل بالوقود الصلب في الضربات الجديدة على إسرائيل التي أسفرت عن مقتل 13 وإصابة 250 آخرين.

ترعب نتنياهو

وإلى جانب البرنامج النووي الإيراني، الذي حذّر منه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقود، أشار نتنياهو إلى تهديد جديد خطير يتمثل في الصواريخ الباليستية الإيرانية، التي أُطلقت أكثر من 200 منها على إسرائيل في موجات من الهجمات الانتقامية نهاية هذا الأسبوع.

وأضاف: "أن كل صاروخ منها أشبه بـ "حافلة مليئة بالمتفجرات جاهزة للهبوط على المدن الإسرائيلية". وفي وقت لاحق من يوم السبت، وُجّهت صواريخ إلى مدينة حيفا الساحلية، حيث تقع أكبر مصفاة نفط في إسرائيل في منطقة خليج حيفا.

أسفرت الهجمات الصاروخية ليلة الجمعة والسبت عن مقتل سبعة مدنيين إسرائيليين على الأقل وإصابة أكثر من 200 شخص، بينهم سبعة جنود، وفقًا لبيانات جيش الاحتلال.

قدرات "الحاج قاسم"

ذكرت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية في أوائل شهر مايو أن "الصاروخ الباليستي الجديد مزوّد بنظام ملاحة متطور يسمح له بضرب الأهداف بدقة ومواجهة الحرب الإلكترونية".

صاروخ "الحاج قاسم" الباليستي الموجه مصمّم للتهرّب من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية"، وقادر على تجاوز نظام الدفاع الصاروخي العالي الارتفاع التابع للجيش الأمريكي، والذي تم نشره في إسرائيل، حسبما ذكرت الوكالة.

يعد "الحاج قاسم" صاروخًا دقيقًا من فئة صواريخ "فاتح" ويحتوي على وقود صلب مختلط، يبلغ طوله 11 مترًا ووزنه الكلي حوالي 7 أطنان، كما يزن رأسه الحربي 500 كجم وهي من نوع قابل للفصل والتوجيه حتى نهاية المسار.

ويمكن اعتبار "الحاج قاسم" الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر، أول صاروخ باليستي إيراني تكتيكي يعمل بالوقود الصلب ويمكنه الوصول بسهولة إلى إسرائيل، وفقًا لوكالة "إسنا" الإيرانية.

سبب تسميته

يشير اسم النظام الصاروخي إلى الجنرال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي اغتيل في غارة بطائرة مسيرة في العراق بأمر من ترامب في عام 2020.

ووصف ترامب سليماني بأنه "الإرهابي رقم واحد" وبرّر هذا العمل غير المسبوق زاعمًا "إن الجنرال كان يخطط لهجمات وشيكة وشريرة على الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين".

ووصفت إيران عملية الاغتيال بأنها عمل حربي، وأطلقت وابلاً من الصواريخ على أهداف أمريكية؛ ردًا على مقتل سليماني.

متأهب للحرب

وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، صرح خبير الفضاء والصواريخ الإسرائيلي تال إنبار، بأن الصواريخ الباليستية الإيرانية تحمل ما بين 300 و700 كيلوجرام، أو ما بين 660 و1540 رطلاً، من المتفجرات، وأن الوزن الإجمالي للرأس الحربي قد يصل إلى 2200 رطل.

وأضاف: "أن بعض اللقطات التي نشرها الجيش الإسرائيلي يوم السبت، أظهرت نوعًا واحدًا على الأقل من الصواريخ التي تطلقها إيران على إسرائيل للمرة الأولى، ويُطلق عليه اسم "شهيد حاج قاسم"، ويبلغ مداه حوالي 1600 كيلومتر".

وذكر أنه "صاروخ يعمل بالوقود الصلب ولا يحتاج إلى إعادة التزود بالوقود قبل الإطلاق؛ مما يعني أنه يمكن أن يبقى تحت الأرض لسنوات ويصبح جاهزًا للعمل في غضون دقائق".