فوردو تحت التهديد، هل تقترب الولايات المتحدة من الدخول المباشر في الحرب؟

تشهد الساحة الدولية تصاعدًا خطيرًا في الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وسط ترقب عالمي لاحتمال توجيه ضربة عسكرية كبرى لمنشأة "فوردو" النووية الإيرانية  التي تُعد الأكثر تحصينًا في البلاد.

وتتصاعد التقديرات الأمنية بأن الولايات المتحدة تقترب من قرار حاسم بالمشاركة المباشرة في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد طهران.

"فوردو".. الحصن النووي

تصنف منشأة "فوردو"، المبنية في عمق جبل، كأصعب الأهداف العسكرية في إيران، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن القنبلة الأميركية "الخارقة للتحصينات" هي الوحيدة القادرة على اختراق هذا الحصن، بينما لا تمتلك إسرائيل الإمكانيات العسكرية لتنفيذ هجوم ناجح بمفردها.

إسرائيل تضغط... وأميركا تراقب

وتحاول إسرائيل  كسب دعم واشنطن العسكري، وطبقا لمصادر إسرائيلية، تكثفت المشاورات السرية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال الأشهر الماضية بهدف إقناعه بأن توجيه ضربة لفوردو قد يكون نهاية التصعيد وليس بدايته.

وعقد ترمب اجتماعًا طارئًا مع مجلس الأمن القومي لمناقشة خيارات التعامل مع إيران، في ظل تزايد المؤشرات على أن القرار الأميركي بالتدخل أصبح وشيكًا.

وأفادت مصادر بأن وزير الدفاع الإسرائيلي أجرى اتصالات متكررة مع نظيره الأميركي خلال الأيام الأخيرة للتنسيق العسكري.

إيران تهدد، وأميركا تتأهب

في المقابل، رفعت القوات الأميركية في الشرق الأوسط حالة التأهب القصوى، تحسبًا لهجمات إيرانية على القواعد الأميركية في حال تدخل واشنطن في الصراع.

وأكدت تقارير استخباراتية أن إيران جهزت صواريخ وعتادًا عسكريًا لاستهداف القواعد الأميركية في العراق ودول الخليج، مع توقع هجمات من الميليشيات المدعومة من طهران في سوريا واليمن.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إيران لن ترضخ للضغوط العسكرية، مؤكدًا أن أي تصعيد ستتحمل مسؤوليته إسرائيل وداعموها.

مخاوف من حرب شاملة

يرى خبراء أن استهداف "فوردو" يمثل خطوة خطيرة قد تؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة، خاصة مع احتمالية استئناف ميليشيا الحوثي هجماتها على السفن في البحر الأحمر وقيام إيران بزراعة ألغام في مضيق هرمز.

كما أن انضمام واشنطن للمعركة قد يدفع إيران إلى تسريع جهودها النووية كخيار استراتيجي للردع.

ويرجح محللون أن طهران قد تكون على بعد أقل من عام من تصنيع قنبلة نووية إذا قررت المضي قدمًا.

ترامب يصعد

في تصريحات لافتة مساء اليوم، طالب الرئيس ترمب بـ"استسلام إيراني غير مشروط"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تسيطر على الأجواء الإيرانية، في رسالة واضحة تعكس جدية واشنطن في دعم إسرائيل عسكريًا إذا لزم الأمر.

سيناريوهات مفتوحة

في الوقت الذي تُحكم فيه إسرائيل حصارها السياسي والعسكري على إيران، يبقى القرار الأميركي هو العنصر الفاصل في تحديد ما إذا كانت المنطقة تتجه نحو تسوية سياسية أم مواجهة عسكرية شاملة.