شمس الظهيرة تتعامد على معابد الكرنك بدقة مدهشة

شهدت معابد الكرنك وعدد من المعابد المصرية القديمة في أسوان وقنا وسوهاج والوادي الجديد، أمس السبت، ظاهرة فلكية نادرة بتعامد شمس الظهيرة بشكل عمودي على قدس الأقداس ومقصورات المعابد، تزامنًا مع الانقلاب الصيفي، إيذانًا ببدء فصل الصيف رسميًا، والذي يوافق 21 يونيو من كل عام.

وأكد أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أن هذه الظاهرة تتكرر سنويًا، وقد تم رصدها وتوثيقها بدقة في معابد الكرنك، وبالأخص داخل معبدي بتاح ورمسيس الثالث، منذ عام 2015، وذلك بمساعدة فريق متخصص من الباحثين المصريين.

وأوضح أبوزيد أن فريق الجمعية يعمل على إبراز أهمية هذه الظواهر الفلكية ضمن أجندة السياحة المصرية، مشيرًا إلى أن المعابد المصرية القديمة شُيدت وفق دراسات فلكية دقيقة، تم خلالها استغلال فتحات الأسقف لتوزيع الضوء الطبيعي، ولتحديد التوقيتات والفصول، ما يعكس عبقرية المعمار والفكر الفلكي لدى المصري القديم.

وأضاف أن علماء من إسبانيا وفرنسا حاولوا سابقًا رصد هذه الظاهرة دون توفيق، بينما نجح الفريق المصري، برئاسة الدكتور أحمد عوض، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، في توثيق العديد من هذه الظواهر في معابد صعيد مصر، ونشر نتائجها في أبحاث علمية موثقة.

واختتم أبوزيد تصريحه بالتأكيد على أهمية دعم هذا النوع من السياحة المتخصصة، مشددًا على أن "سياحة الفلك" أصبحت رائجة عالميًا، ومصر تملك إرثًا فريدًا يؤهلها لتكون في الصدارة بهذا المجال.