شيخ الأزهر: ما يحدث في غزة إبادة جماعية والمروجون لها يعيدون إنتاج الاستعمار بثوب جديد

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين، السيدة أنجلينا أيخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى القاهرة، في مشيخة الأزهر، حيث تناول اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون العلمي والثقافي بين الجانبين، إضافة إلى مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها ما يجري في قطاع غزة.

شيخ الأزهر: حروب اليوم بلا ضوابط.. وقتل الأبرياء يجري بلا رحمة

أعرب الإمام الأكبر عن بالغ أسفه لما يشهده العالم من حروب وصراعات لا تحكمها قواعد ولا أخلاق، مؤكدًا أن آلة الحرب المعاصرة تجاوزت في وحشيتها حدود الطبيعة، مستنكرًا ما وصفه بـ"مصيدة الجوع" التي يُجبر من خلالها المدنيون على الخروج من مساكنهم ليُقتلوا عمدًا. وأضاف أن قتل الأطفال والنساء، وهدم المستشفيات والمدارس ودور العبادة، أصبح مشهدًا يوميًّا يتكرر دون محاسبة.

دعم الاحتلال جريمة لا تُغتفر.. والاستعمار يعود بأفكار مادية قاتلة

أكد شيخ الأزهر أن ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة من جرائم إبادة ومجازر جماعية يمثل وصمة عار لا تُمحى، مشيرًا إلى أن من يدعم استمرار هذه الجرائم يسوّق لنظريات استعمارية حديثة، تقوم على صراع الحضارات وتبرير تهجير الفلسطينيين وقتلهم. وأوضح أن هذه التوجهات المادية تُجهض جهود ترسيخ قيم التعايش والتقارب بين الشرق والغرب.

خيبة أمل من السياسات الدولية.. والعدالة الإلهية قادمة لا محالة

أعرب الإمام الطيب عن خيبة أمله من السياسات العالمية التي تتبنى مواقف غير إنسانية، قائلًا: "كنا نظن أن إنسان القرن الحادي والعشرين سيكون أكثر تحضرًا وسعادة، لكن الواقع أثبت أنه أكثر تعاسة بسبب إقصاء الدين والأخلاق، وتقديم اقتصاد السلاح على حساب الأرواح البريئة". وتساءل بمرارة عن سر هذه "القوة الشيطانية" التي تجهض أي محاولة لتحقيق العدالة أو إيقاف آلة القتل.

من جانبها، أشادت سفيرة الاتحاد الأوروبي بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، مؤكدة تقديرها لجهوده في نشر السلام والتعايش، وأعلنت رغبة الاتحاد في تعزيز التعاون مع الأزهر من خلال مبادرات وبرامج مشتركة تهدف إلى تأهيل الشباب ونشر ثقافة الحوار الإنساني.