الشيخ خالد حسن يكتب: الهجرة النبوية: دعوة للسلام والتعايش
الأربعاء، 02 يوليو 2025 01:10 م

الشيخ خالد حسن
لقد حث ديننا الحنيف على السلام وجعله لغة العالم ؛ لأن ديننا دين سلام ورسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم- جاء بدعوته ناشرًا للسلام ، يدعو لعبادة الله الواحد الأحد السلام الذي أمر عباده المسلمينَ في القرآنِ الكريمِ ببرِّ ومسالمةِ مخالفيهِم في الدينِ، الذين لم يتعرضُوا لهم بالأذَى والقتالِ، فقالَ تعالَى: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة:8).
دعوةٌ لجميعِ المسلمينَ إلى التعاملِ بسلامٍ مع جميعٍ أطيافِ المجتمعِ، مع المسلمينَ وغيرِ المسلمين، مع الأهلِ والجيرانِ، مع الأصدقاءِ والخِلَّانِ، مع النباتِ والجمادِ والحيوانِ، مع الكونِ كلِّه، ولهذا أمرَ اللهُ جميعَ المؤمنينَ أنْ يدخلُوا في السلمِ والسلامِ فقالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.(البقرة: 208).
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:" لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ".(مسلم). ولذلكَ قالَ عمرُ رضيَ اللهُ عنه: «ثلاثٌ يصفينَ لكَ ودَّ أخيكَ: أنْ تُسلّمَ عليهِ إذا لقيتَهُ، وتوسّعَ له في المجلسِ، وتدعُوهُ بأحبَّ أسمائهِ إليهِ» فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان مثالًا حيًّا للأمنِ والأمانِ والسلامِ، ففي طريقِ الهجرةِ – والتي نحتفلُ بذكرَاهَا- فرضتْ قريشٌ دِيَّةً جائزةً لمَن يأتي بمُحمدٍ.
فقامَ سراقةُ بنُ مالكٍ وتبعَ النبيَّ ﷺ وصاحبَهُ أبَا بكرٍ، فلمَّا رآهُ ﷺ دعَا عليهِ، فساختْ قدمَا فرسهِ في الأرضِ، فنادَى الأمانَ يا مُحمدٌ؟! فأعطاهُ النبيُّ ﷺ الأمانَ والسلامَ، وكتبَ لهُ كتابًا بذلك؛ ووعدَهُ بأنَّهُ يلبسُ سوارَي كسرَى، فقالَ: كيفَ بكَ يا سراقةُ إذا لبستَ سوارَي كسرَى وتاجَهُ؟!! فلمَّا فُتحَتْ فارسُ والمدائنُ، وغنمَ المسلمون كنوزَ كسرى، أتَى أصحابُ رسولِ اللهِ بهَا بينَ يدَي عمرَ بنِ الخطابِ، فأمرَ عمرُ بأنْ يأتُوا لهُ بسراقةَ، وقد كان وقتهَا شيخًا كبيرًا قد جاوزَ الثمانينَ مِن العمرِ، وكان قد مضَى على وعدِ رسولِ اللهِ لهُ أكثرَ مٍن خمسِ عشرة سنة، فألبسَهُ سواري كسرى وتاجَهُ، وقال لهُ ارفعْ يديكَ وقُل الحمدُ للهِ الذي سلبَهُما كسرى بنَ هرمزٍ وألبسهُمَا سراقةَ الأعرابِي "
وأكبر دليل على السلام الذي عمّ جميع البلاد حتى أصبح السلام عالميًا حينما أسّسَ الرسولُ ﷺ الدولةَ الجديدةَ في المدينةِ المنورةِ على أسسٍ ثلاثةٍ: المسجدُ، والمؤاخاةُ، والمعاهداتُ. فانشروا السلام بينكم ؛ حتى يعم الخير والرخاء..
اللهم بلغ بنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
التوكل على الله، مفتاح الرضا والنجاح في الدنيا والآخرة
04 مارس 2025 12:41 ص
الأكثر قراءة
-
بعد تصدره التريند، تعرف على مواعيد عرض "مملكة الحرير" لـ كريم محمود عبدالعزيز
-
هتدفع كام؟ طرق حساب الايجارات بعد الموافقة على قانون الإيجار القديم
-
الشيخ خالد حسن يكتب: الهجرة النبوية: دعوة للسلام والتعايش
-
رسميًا ضوابط جديدة لقبول خريجي الدبلومات الفنية للعام الدراسي 2025
-
البث المباشر مباراة ريال مدريد ويوفنتوس في كأس العالم للأندية 2025
هل ينجح محمد شريف مع الأهلي بعد عودته؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً