"حرب الرموز"، سهم فيريرا يرد على برج زيزو وعروسة تريزيجيه

في مشهد أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الإجتماعي، قدّم نادي الزمالك مدربه الجديد، البلجيكي يانيك فيريرا، بأسلوب جديد يظهر للمرة الأولى داخل جدران ميت عقبة، حيث ظهر البلجيكي في فيديو التقديم يحمل قوسًا وسهمًا يصوّبه نحو راية حمراء تسقط بعد لحظة درامية، في إشارة قوية تحمل رسائل مباشرة للغريم التقليدي "الأهلي" وذلك حسبما رأى كثيرون في اللقطة بأنها استعارة رمزية لسقوط الخصم.

لتتحول صفقات الانتقالات في الكرة المصرية إلى ما يشبه "عرضًا مسرحيًا مفتوحًا"، حيث لم تعد الأندية تكتفي بالإعلان عن أسماء لاعبيها أو مدربيها الجدد، بل أصبح لكل صفقة سيناريو ولقطات ورسائل رمزية تخاطب الجماهير، وتستفز الغريم قبل أن تُلعب أول دقيقة على أرض الملعب.

ـ من القوس والسهم إلى العروسة البيضاء.. حرب التقديمات تشتعل بين الأهلي والزمالك

نادي الزمالك قدّم مدربه الجديد، البلجيكي يانيك فيريرا، بمقطع رمزي حمل دلالات قوية. ظهر فيريرا يطلق قوسًا ناريًا يصيب راية حمراء فتسقط أرضًا، في لقطة اعتبرها الجمهور الأبيض تحديًا للغريم الأحمر، ورسالة تقول إن الزمالك قادم بقوة لكسر هيمنة الأهلي.

وفي أحدث فصول هذه الحرب النفسية، نشر نادي الزمالك فيديو تقديم مدربه الجديد يانيك فيريرا، الذي ظهر في لقطة رمزية يُطلق فيها سهمًا من قوسه ليسقط راية حمراء، في إسقاط مباشر على النادي الأهلي.

لكن اللافت، بحسب مراقبين وجمهور الكرة، أن هذا الفيديو لم يكن مجرد تقديم لمدرب جديد، بل ردًا مدروسًا على سلسلة فيديوهات قدمها الأهلي مؤخرًا لنجومه الجدد.

ـ "زيزو" رسالة من برج القاهرة.. وعروسة "تريزيجيه" .. وسور "بن شرقي"

نجم الزمالك السابق أحمد سيد "زيزو" تم تقديمه عبر فيديو ظهر فيه وهو يرتدي قميص النادي الأهلي من أعلى برج القاهرة، في مشهد لاقى صدمة لدى جماهير الزمالك، واعتُبر رسالة من الأهلي تؤكد "علوّ كعبه" واستقطابه لأفضل نجوم الغريم.

أما تقديم المارد الأحمر بعودة نجمه محمود حسن "تريزيجيه" أثارت جدلاً واسعاً بين جمهور القطبين خاصة مع ظهور اللاعب إلى جانب عروسة لعبة ترتدي اللون الأبيض بخطين حمر، وهي ألوان زي الزمالك، وكأنها رسالة مبطّنة تقول إن الأهلي "خطف العروسة" من بيت الزمالك، في زفاف رياضي لا يخلو من الاستفزاز.

ولم ينتهي الجدل عند هذا الحد بل كانت البداية مع تقديم نادي القرن الإفريقي للاعبه المغربي أشرف "بن شرقي" والذي جاء فيه وهو ينظر إلى سورًا رمزيًا بخطين حمر، فُسّر على نطاق واسع بأنه تمثيل رمزي لتجاوز المغربي "أسوار الزمالك" وفتح صفحة جديدة بالقميص الأحمر.

ـ من بيريل إلى اتصالات.. إعلانات تجارية تتحول إلى رسائل كروية

لم يكن تقديم اللاعبين فقط هو الشئ الأبرز فقط في الصراع بل تحول للإعلانات الخاصة بالشركات فإعلان شركة "اتصالات" الأخير، الذي أثار موجة من الجدل بين جماهير القطبين، لم يكن هو الأول في سلسلة الإعلانات التجارية التي تثير الجدل بين جمهور الأهلي والزمالك.

ففي وقت سابق، أطلقت شركة مشروبات غازية شهيرة "بيريل" إعلانًا أثار استياء واسعًا بين الزملكاوية، أيضاً بعد ظهور شخص يرتدي القميص الأبيض بخطين حمر مصحوب بجملة "بيريل بيقولك استرجل".

الإعلان حينها أثار عاصفة من الغضب لدى جمهور ميت عقبة، واعتبره الكثيرون استفزازًا مباشرًا، لكونه يستخدم خطابًا ساخرًا من الجماهير المرتبطة بانتماء الجمهور للأبيض، وسريعًا ما أطلق الزملكاوية حملات مقاطعة لمنتجات الشركة، وانتشرت هاشتاجات عبر تويتر تطالب بسحب الإعلان أو تقديم اعتذار رسمي.

واليوم، عاد الجدل مجددًا مع إعلان "اتصالات" الذي ظهر فيه شاب يُوصف بالمجنون، يتحرك بحالة هستيرية، ما دفع كثيرين للربط بين الإعلانين واعتبارهما جزءًا من "تيار تسويقي ساخر متكرر" يستهدف مشاعر جماهير الزمالك في لحظات حساسة، خصوصًا في ظل انتصارات الغريم الأهلي خارج وداخل الملعب.

ورغم أن الشركات دائمًا ما تنفي وجود نوايا كروية خلف إعلاناتها، إلا أن التوقيت، والرمزية، والسياق العام، يجعل من الصعب فصل هذه الإعلانات عن معركة الشارع الكروي المصري، الذي باتت فيه الحملات الدعائية والإعلانات وسيلة من وسائل "المناوشة النفسية الجماهيرية".

ـ بين الواقع والدعاية.. كرة القدم تتحوّل إلى عرض متكامل

في ظل هذا التصاعد في الرمزية والدلالات البصرية، يبدو أن كرة القدم في مصر لم تعد تُلعب فقط بالأقدام داخل المستطيل الأخضر، بل أصبح جزء كبير من المعركة يُخاض عبر الكاميرات والإعلانات وفيديوهات التقديم.

الأندية لم تعد تقدم لاعبيها ومدربيها كأسماء، بل كـ"شخصيات درامية" في سيناريوهات محسوبة، كل لقطة فيها تحمل رسالة، وكل مشهد يُستقبل كصفعة أو استعراض قوة أمام الجماهير.

وبين سهم فيريرا، وعروسة تريزيجيه، وسور بن شرقي، وبرج زيزو، و"جنون" إعلان الاتصالات، يترسخ واقع جديد في المشهد الكروي بأن الدراما أصبحت جزءًا من اللعبة، والإبهار البصري بات يُكمل تسجيل الأهداف.

ومع كل هذه الإثارة البصرية والإعلامية، لا يزال الجميع بانتظار من يحسم البطولات والأهداف داخل الملعب.