مرصد الأزهر: نسعى لتحصين الشباب ضد التطرف فكريًا وميدانيًا عبر مشروعات متكاملة

أكدت الدكتورة فاطيمة عبد الحميد، عضو وحدة البحوث والدراسات بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الأنشطة الصيفية للمرصد تمثّل جزءًا لا يتجزأ من مشروعاته المختلفة، والتي تهدف في المقام الأول إلى تعزيز وعي الشباب، وتقديم الدعم الفكري والنفسي لهم في مواجهة حملات الاستهداف من قبل الجماعات المتطرفة.

وأضافت، خلال مداخلة هاتفية بحلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس: أنه منذ انطلاق المرصد عام 2015، لاحظنا أن فئة الشباب والمراهقين وحتى الأطفال كانت هدفًا رئيسيًا لتلك الجماعات المتطرفة، ولذلك كان لزامًا علينا أن نولي ملف استهداف هذه الفئات اهتمامًا خاصًا، عبر محاور متعددة، منها الرصد والتحليل، وأيضًا من خلال مبادرات ميدانية مباشرة.

وأكدت عبد الحميد، أن هذه المبادرات تُنفذ على مدار العام، تحت مظلة عدد من المشروعات التوعوية مثل "مبادرة اعرف أكثر"، وتستهدف طلاب المدارس الحكومية والخاصة والدولية، وتهدف لتحصينهم ضد الفكر المتطرف، بالإضافة إلى إشراك أولياء الأمور والمعلمين عبر تقديم توصيات وأدلة استرشادية للتعامل مع التحديات الفكرية والسلوكية التي قد تواجه أبناءهم.

وأشارت إلى أن المبادرة انطلقت أولى نسخها في 2023، وتناولت حينها قضايا مثل مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، وأهمية القيم الإنسانية، أما النسخة الثانية التي أُطلقت في صيف 2024 فقد تناولت موضوعات متنوعة كأهمية الدين في حياة الإنسان، والرياضة الذهنية، والعلاقات بين الجنسين، وتأثير التأمل على السلوك.

وحول أدوات التواصل مع الشباب، أوضحت عبد الحميد: "ندرك جيدًا التحديات التي تفرضها طبيعة العصر الرقمي، لذلك نحن حريصون على التواجد في كل الفضاءات الممكنة، سواء عبر الإنتاج الرقمي المرئي والمسموع والمقروء، أو من خلال المبادرات الميدانية"، موضحة أن إنتاجات المرصد متاحة عبر الموقع الرسمي لبوابة الأزهر، إلى جانب حساباته النشطة على منصات التواصل الاجتماعي كافة، بما في ذلك "تيك توك".

وتابعت: "نتعاون مع عدد من الوزارات، منها وزارة الشباب والرياضة، ووزارة التربية والتعليم، ونعمل على الوصول إلى أكبر شريحة من الشباب، ليس فقط لتحصينهم، بل أيضًا للاستماع إليهم ومساعدتهم على تجاوز التحديات، لأن الوقاية من التطرف تبدأ بالوعي والحوار والانفتاح".