بعد غيبوبة دامت 20 عاماً، طبيب قلب يكشف السبب وراء وفاة الأمير النائم

أعلن الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، مساء السبت، وفاة نجله الأمير الوليد بن خالد بن طلال، المعروف إعلاميًا بـ"الأمير النائم"، وذلك بعد نحو 20 عاماً قضاها في غيبوبة تامة إثر حادث سير مروّع تعرض له عام 2005 أثناء دراسته بالكلية العسكرية.

وفي تعليق مؤثر عبر حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، قال الأمير خالد:
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"، معلنًا إقامة صلاة الجنازة عصر يوم الأحد الموافق 25 محرم 1447 هـ (20 يوليو 2025) في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، على أن يُقام العزاء للرجال في قصر الأمير الوليد بن طلال بحي الفاخرية، وللنساء في قصر الأمير طلال بن عبدالعزيز، عقب صلاة المغرب، ولمدة ثلاثة أيام.

رحلة طبية وإنسانية استثنائية

ومن جانبه، كشف الدكتور هشام بشرى محمود، أستاذ أمراض القلب بجامعة بني سويف، في تصريحات صحفية، أن الأمير الوليد قد توفي إكلينيكيًا منذ وقوع الحادث، حيث دخل في غيبوبة عميقة نتيجة نزيف دماغي حاد وتليف في خلايا المخ، مع توقف كامل لاستجابة الدماغ للمؤثرات الخارجية، بينما ظل قلبه وبقية الأعضاء الحيوية تعمل بفضل رعاية طبية فائقة على مدار عقدين.

وأوضح الدكتور هشام أن بقاء المريض على هذه الحالة لفترة طويلة يُعد أمرًا نادرًا طبيًا، مرجعًا ذلك إلى الرعاية المكثفة التي حصل عليها من فريق طبي متخصص واهتمام أسري دائم. 

وأشار إلى أن أبرز التحديات الطبية في هذه الحالات تشمل الوقاية من الالتهابات الرئوية، قرح الفراش، والجلطات، وهي أسباب الوفاة الرئيسية لمن يعانون من الوفاة الإكلينيكية طويلة الأمد.

الأمل رغم المستحيل

ورغم الوضع الإكلينيكي، احتفظت الأسرة بالأمل في تعافيه، مستلهمة قصصًا موثقة عن حالات نادرة عادت إلى الحياة بعد سنوات من الغيبوبة، وذكر الدكتور هشام حالة مشابهة لمريض تعرض لتوقف عضلة القلب لمدة 40 دقيقة، واستعاد الوعي بعد 72 ساعة بفضل تدخل طبي سريع، ما يُعزز الأمل لدى كثير من الأسر التي تعاني حالات مماثلة.

وفي هذا السياق، أشار الطبيب إلى كتاب بعنوان "الذين عادوا إلى الحياة" يوثق 10 حالات طبية نادرة نجت من الغيبوبة الطويلة، من بينهم الدكتور محمد الشبراويشي، مؤسس مستشفى الشبراويشي، الذي عاد إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي بعد غيبوبة معقدة.

وداع مؤلم ونهاية ملهمة

قصة "الأمير النائم" تحولت خلال السنوات الماضية إلى رمز للوفاء الأبوي، حيث حرص الأمير خالد بن طلال على التواجد الدائم بجوار نجله، وشارك عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق تفاصيل يومية من حياته الطبية، في مشهد مؤثر لاقى تعاطفًا واسعًا من العالم العربي.

وكان الحادث الذي تعرض له الأمير الوليد قد وقع قبل نحو عقدين، ليقضي الشاب حياته في وحدة العناية المركزة، دون أن يفقد أسرته الأمل في شفائه حتى اللحظة الأخيرة.

واختتم الأمير خالد إعلانه قائلاً: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، في وداع مؤلم لابنه، الذي تحوّلت قصته إلى واحدة من أبرز القصص الإنسانية في العالم العربي خلال العقود الأخيرة.