حماس تطرح صفقة للإفراج عن المحتجزين، خطة احتلال غزة تفجر أزمة دولية

تتصاعد التوترات في المشهد الإقليمي والدولي عقب قرار "الكابينت" الإسرائيلي بالموافقة على خطة لاحتلال كامل لقطاع غزة، في خطوة أثارت موجة من الإدانات والتحذيرات، سواء من الفصائل الفلسطينية أو من المجتمع الدولي. وبينما أكدت حركة "حماس" استعدادها لصفقة تبادل شاملة مقابل وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال، اعتبرت الخطة الإسرائيلية مغامرة خطيرة ستكلف تل أبيب أثمانًا باهظة. على الصعيد الدولي، تلاحقت البيانات الرافضة للقرار، من دول عربية وغربية ومنظمات دولية، معتبرة أن هذه الخطوة تنذر بكارثة إنسانية أعمق، وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

حماس: صفقة شاملة مقابل وقف الحرب

أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" استعدادها لإبرام صفقة شاملة تشمل الإفراج عن جميع محتجزي الاحتلال الإسرائيلي مقابل وقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال من غزة. وأكدت الحركة أنها قدمت عبر الوسيطين المصري والقطري "كل المرونة اللازمة" لإنجاح اتفاق لوقف إطلاق النار، محذرة من أن احتلال مدينة غزة سيكون "مغامرة مكلفة" لن تكون نزهة.

تحذيرات من فشل مخططات نتنياهو

شددت "حماس" على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته "عصيّان على الانكسار أو الاستسلام"، معتبرة أن خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأوهامه "ستبوء بالفشل".

انتقادات إسرائيلية داخلية لقرار احتلال غزة

أثار قرار "الكابينت" الإسرائيلي موجة غضب داخلية، حيث وصفت المعارضة الخطة بأنها "خطوة كارثية"، محذرة من تبعاتها العسكرية والسياسية.

الموقف المصري: إدانة وتحذير من الكارثة

أدانت مصر بأشد العبارات القرار الإسرائيلي، مؤكدة أنه يرسخ الاحتلال غير الشرعي ويواصل حرب الإبادة في غزة. وشددت على أن هذه السياسات لن تؤدي إلا لتأجيج الصراع، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف "غطرسة القوة" الإسرائيلية، ومؤكدة أنه لا أمن ولا استقرار إلا عبر قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الأمم المتحدة و28 دولة غربية: أوقفوا الخطة فورًا

دعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى التراجع الفوري عن خطتها، فيما أصدرت 28 دولة غربية بيانًا مشتركًا طالب بإنهاء الحرب، ووقف الأذى عن المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا قيود.

مواقف أوروبية غاضبة وقرارات اقتصادية

طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات فورًا. وأوقفت ألمانيا صادراتها العسكرية لإسرائيل ردًا على القرار. كما وصف رئيس الوزراء البريطاني الخطوة الإسرائيلية بأنها "خاطئة"، في حين دعت أستراليا وبلجيكا والنرويج وهولندا وإسبانيا والدنمارك إسرائيل إلى التراجع، محذرين من عواقب إنسانية وقانونية وخيمة.

الموقف العربي والدولي: رفض شامل

أعربت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها وإدانتها الشديدة للقرار، واعتبرته استمرارًا لسياسة الإبادة والتهجير. كما رفض أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخطة واعتبرها تهديدًا مباشرًا للقضية الفلسطينية. وأدان الأردن القرار محذرًا من أنه ينسف جهود التهدئة الدولية.

بين تمسك حماس بخيار التفاوض المشروط، وتصعيد إسرائيلي غير مسبوق، وإجماع دولي واسع على رفض الخطة، يبدو أن قرار الاحتلال بإعادة السيطرة الكاملة على غزة يضع المنطقة أمام منعطف خطير، حيث تتقاطع التحذيرات من كارثة إنسانية مع المخاوف من انفجار أمني أوسع.