السبت، 13 ديسمبر 2025

09:51 م

الشيخ خالد حسن يكتب.. في العلم إصلاح المفاسد والعقائد والمذاهب

الجمعة، 18 أبريل 2025 11:35 م

الشيخ خالد حسن

الشيخ خالد حسن

خالد حسن

لقد حرص الإسلام على طلب العلم وجعله هو هدف كل أمة ، وجعل فيه تقدم الأمم،  وإصلاح عقائدنا ومذاهبنا ، بل جعل السعي لطلب فريضة لقوله - صلى الله عليه وسلم- ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) مما جعل طالب العلم له مكانة عالية التي تشبه مكانة النبيين.

قال رسولنا الكريم  - صلى الله عليه وسلم: ( إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا ، وإنما ورّثوا العلم، فمن أخذ به أخذ وافر ) .

وتلك المكانة العالية للعلم والعلماء التي بينها لنا النبي - صلى الله عليه وسلم  - في حديثه الشريف ، مما جعل القرآن الكريم بقسم بأداة طلب العلم ويقول في محكم آياته (ن والقلم وما يسطرون ) ، وهذا مما يجعلنا نسارع إلى طلب العلم الذي به إصلاح كل مفسدة قد تصيب أحدنا في عقيدته، لأنه ليس من الصعب التلاعب بعقل من أخذ العلم سبيلًا له في كل مناحي الحياة.

ولو تأملنا ما حدث لموسى - عليه السلام  - حينما كان يلقي على بني التشريعات،  وسأله رجل من قومه من بني إسرائيل: يا نبي الله، هل هناك من هو أعلم منك ؟! فردّ موسى سريعًا : لا ، ليس هناك من هو أعلم مني .. فأرسل الله إلى موسى - عليه السلام  - أنه هناك شخص أعلم منه عند البحرين اسمه الخضر، ومعنى كلمة ( الخضر ) أي العلم الذي يتبعه الصمت ، حتى أنه طلب من موسى - عليه السلام  - ألا يسأله عن أي شيء يفعله حتى يأتيه الخبر بالعلم أنه يخبره بما فعل ولما فعل ؟!

هذا من جانب وهو تعلم العلم على يد من عنده علم، ومن جانب آخر حينما كلم الله عز وجل موسى- عليه السلام  - وقال له تعالى (إنني أنا ربك فاخلع نعليك ) وقال تعالى (إنني أنا الله ) فإنه كان من جانب موسى - عليه السلام - أنه يعلم من ربه عز وجل كل التعاليم التي خاطب بها موسى - عليه السلام- قومه مما جعل معه الحجة القوية التي أقامت فيهم إصلاح المفاسد، ولكنهم تمردوا على ذلك ، فكتب الله عليهم الشقاء.. يقول سبحانه وتعالى: { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }؛ [الروم: 7].

وهذا ما جعل نبينا الكريم سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- يبين مكانة طلب العلم الذي يصلح كل المفاسد، وهذا يكون بتعلم الشيء الذي يرفع أقوامًا وذلك في تعلم كتاب الله تعالى ، وهذا ما أوضحه لنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف ، حيث قال -  ﷺ:” إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ “.


وهذا مما جعل الأفضلية لأصحاب العلم،  وتلك الأفضلية التي تشمل حتى الحيوانات يقول سبحانه وتعالى في شأن ذلك قالَ تعالَى: {يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} [المائدة:4]، حتى الكلب الذي يعلم الصيد لا يستوي بالكلب الذي لا يعلم الصيد.

يقول سبحانه وتعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر: 9) وفي هذا الصدد فإن الدنيا ليس فيها ما هو ممدوح فقد لعنها النبي صلى الله عليه وسلم ومدح في صاحب العلم حيث قال :” الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلاَّ ذِكْرَ اللهِ، وَمَا وَالاَهُ، أَوْ عَالِمًا، أَوْ مُتَعَلِّمًا".

ومن أجل ذلك رفع من مكانة العلماء وطالب العلم فعن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: “مَن سَلَكَ طَرِيْقَاَ يَبْتَغِي فِيْهِ عِلْمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيْقَاً إلى الجَنَّة، وإنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضَاً بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغفِرُ لهُ مَن في السَّمواتِ ومَن في الأرضِ حَتَّى الحِيْتَانُ في المَاءِ، وفَضْلُ العَالِمِ عَلى العَابِدِ كَفَضلِ القَمَرِ على سَائِرِ الكَوَاكِبِ، وإنَّ العُلَماءِ وَرَثَةُ الأنبِيْاءِ، وإنَّ الأنبِيْاءَ لمْ يُوَرَثُوا دِيْناراً ولا دِرْهَمَاً وَإنَّما وَرَّثُوا العِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أخَذَ بِحَظٍ وَافِرٍ” وقد حرم النبي صلى الله عليه وسلم الحسد إلا في أمرين  فعَنْ ابنِ مَسْعودِ رضيَ اللهُ عنهُ قال: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: “لا حَسَدَ إلَّا في اثنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فسَلَّطَهُ عَلى هَلَكتِهِ في الحَقَّ ورَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقضِي بِها وَيُعَلِمُّهَا”.

وهذا العلم الذي ينفع صاحبه حتى بعد مماته فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ” إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ”.

( اللهم بلغ بنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا )

استطلاع رأى

من تتوقع أن يفوز ببطولة السوبر المصري؟

  • الأهلي

  • الزمالك

النائب محمد مظلوم: دعم الدولة للقطاع الخاص ووثيقة ملكية الدولة مساران متكاملان لتحقيق نمو مستدام

أكد النائب محمد مظلوم عضو مجلس الشيوخ، أن الدولة المصرية تبذل جهودا كبيرة خلال الفترة الأخيرة لدعم القطاع الخاص وتمكينه ليكون شريكا أساسيا في عملية التنمية الاقتصادية

03 ديسمبر 2025 02:12 م

نائب رئيس حزب المؤتمر : فلسطين ستظل قضية الأمة… ومصر على رأس المدافعين عن حقوقها

قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يمثل مناسبة مهمة لتأكيد وحدة الأمة العربية والإسلامية حول القضية الفلسطينية

29 نوفمبر 2025 10:31 م

تامر الحبال بعد التصويت في انتخابات النواب : المشاركة القوية رسالة وعي. وشائعات الإخوان لم تُفلح

أكد المهندس تامر الحبال، القيادي بحزب مستقبل وطن ، أن المشهد الانتخابي في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025 يعكس حالة وعي متنامية لدى المواطنين

25 نوفمبر 2025 07:49 م

search