الشيخ خالد حسن يكتب.. أنت بخير ما لم يتحمل مؤنتك غيرك
السبت، 03 مايو 2025 10:59 ص

خالد حسن
لقد حرص شرعنا الحكيم على الاهتمام بالعمل ، بل جعله عنوان كل أمة ناجحة وأوجب علينا السعي من أجل العمل والكسب الحلال، في الأرضِ مِن أجلِ الرزقِ، قالَ تعالي: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } ( الملك: 15)، بل وحث النبي - صلى الله عليه وسلم - على العمل وبين أهميته مما جعل التمسك به حتى ولو قامت الساعة ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ” إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ؛ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا، فليغرسها”.
ومن المهم في الأمر أنك تكون عفيف النفس ولا تسأل الناس ، فبالعمل تكون عزيزًا فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:” لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ، فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ” ، وهذا ما وضّحه لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقد كانَ سيدُنَا عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنهُ يهتمُّ بالعملِ والترغيبِ فيهِ فيقولُ: ما مِن موضعٍ يأتينِي الموتُ فيهِ أحبُّ إلىَّ مِن موطنٍ أتسوقُ فيهِ لأهلِي أبيعُ وأشترِي، وكان إذا رأي فتىً أعجبَهُ حالهُ، سألَ عنهُ: هل لهُ مِن حرفةٍ؟ فإنْ قيلَ: لا. سقطَ مِن عينيهِ، وكان إذا مُدِحَ بحضرتهِ أحدٌ سألَ عنهُ: هل لهُ مِن عملٍ؟ فإنْ قيلَ: نعم.
قال: إنَّهُ يستحقُّ المدحَ، وإنْ قالُوا: لا. قال: ليسَ بذاك، وكان كلّمَا مرّ برجلٍ جالسٍ في الشارعِ أمامَ بيتهِ لا عملَ لهُ أخذَهُ وضربَهُ بالدرةِ وساقَهُ إلى العملِ وهو يقولُ: إنَّ اللهَ يكرَهُ الرجلَ الفارغَ لا في عملِ الدنيا ولا في عملِ الآخرةِ. وكان يقولُ أيضًا:
“مكسبَةُ في دناءةٍ خيرٌ مِن سؤالِ الناسِ، وإنَّ اللهَ خلق َالأيديِ لتعملَ فإنْ لم تجدْ في الطاعةِ عملًا، وجدتْ في المعصيةِ أعمالًا “، بل وعليك إتقان ذلك العمل ولا تقصر فيه، فما لا تقبله لنفسك لا ترضاه لغيرك ؛ ولأن إتقانك لعملك أمر يحبه الله عز وجل فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ» ، وعليك أن تعلم أن العمل الذي تقوم به لا بد أن يكون نافعًا لنفسك وغيرك ، وكل من حولك ؛ حتى يشمل نفعه كلًا من الإنسان والحيوان والطير ، فالنبيُّ ﷺ يقولُ: ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ”
واستمع ما قاله إبراهيمُ بنُ أدهمَ إذا قيلَ لهُ : كيفَ أنتَ ؟ قال : بخيرٍ ما لم يتحملْ مؤنتِي غيرِي.
( اللهم بلغ بنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ).
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
التوكل على الله، مفتاح الرضا والنجاح في الدنيا والآخرة
04 مارس 2025 12:41 ص
الأكثر قراءة
-
بث مباشر مباراة الأهلي و كاواساكي الياباني في نهائي دوري أبطال آسيا
-
الدكتور ياسر الهضيبي: قضية الطفلة مريم أصبحت في ذمة الدولة المصرية، وتحرك سريع من الداخلية
-
بث مباشر الشوط الثاني من مباراة الأهلي و كاواساكي في نهائي دوري أبطال آسيا
-
الشيخ خالد حسن يكتب.. سيناء أرض التجليات
-
مجلس الوزراء يستعين بالخبراء لمراجعة النصوص النهائية لقانون الرياضة
من يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم؟
-
باريس سان جيرمان
-
أرسنال
-
برشلونة
-
إنتر ميلان
أكثر الكلمات انتشاراً