الصراع الإيراني الإسرائيلي، جذور تاريخية وتوترات متصاعدة تشعل الشرق الأوسط
الجمعة، 13 يونيو 2025 12:45 م

الصراع الإيراني الإسرائيلي
جاسمين مهني
بدأت ملامح الصراع بين إيران وإسرائيل بالتبلور عقب الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، حين أطاح النظام الجديد بقيادة آية الله روح الله الخميني بنظام الشاه الموالي للغرب، وأعلن مواقف أيديولوجية عدائية ضد إسرائيل، واصفًا إياها بأنها "غدة سرطانية" و"دولة احتلال" يجب إزالتها.
ومنذ ذلك الحين، تحوّل العداء إلى جزء ثابت من العقيدة السياسية للجمهورية الإسلامية، ليس فقط في الخطاب، بل في التحركات الميدانية والإقليمية.

دعم إيراني واسع لجماعات مناهضة لإسرائيل
في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، عززت طهران وجودها الإقليمي من خلال دعم جماعات مسلحة معادية لإسرائيل، أبرزها حزب الله اللبناني، الذي تأسس عام 1982، وحركة حماس في قطاع غزة.
ويعتبر هذا الدعم السياسي، والمالي، والعسكري من أهم أدوات إيران في خوض "حرب غير مباشرة" مع إسرائيل، عبر وكلاء محليين في ساحات متعددة، خصوصًا في لبنان وغزة وسوريا.
البرنامج النووي الإيراني، عقدة الأمن الإسرائيلي
مع مطلع الألفية الجديدة، أصبح البرنامج النووي الإيراني هاجسًا استراتيجيًا لإسرائيل، التي تعتبر امتلاك إيران للسلاح النووي تهديدًا وجوديًا مباشرًا.
رغم التأكيدات الإيرانية بأن برنامجها لأغراض سلمية، فإن أنشطة تخصيب اليورانيوم وتطوير أنظمة الصواريخ أثارت مخاوف متصاعدة، دفعت تل أبيب إلى تبني مواقف هجومية واستباقية أحيانًا، سواء عبر الضغوط الدبلوماسية أو العمليات الاستخباراتية والعسكرية.

تصريحات نارية تزيد من حدة التوتر
خلال السنوات الأخيرة، تصاعدت حدة التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين، بما في ذلك دعوات صريحة لـ"محو إسرائيل من الخارطة".
وقد قابلت تل أبيب هذه التصريحات باعتبارها تهديدًا علنيًا يستوجب الرد، ما زاد من التوتر السياسي والإعلامي بين الجانبين.
التصعيد العسكري، من الغارات الجوية إلى الطائرات المسيرة
الغارات الإسرائيلية على العمق الإيراني
في سياق ما تصفه بـ"الردع الاستباقي"، نفذت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية على أهداف داخل إيران، شملت منشآت نووية وعسكرية وأمنية، بالإضافة إلى اغتيالات لشخصيات قيادية في الحرس الثوري أو البرنامج النووي.
الردود الإيرانية، تهديدات وهجمات بطائرات مسيرة
وردّت طهران بتهديدات مباشرة، وبتنفيذ هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ دقيقة ضد مواقع إسرائيلية أو مصالح حليفة في الإقليم، سواء في سوريا أو العراق أو من خلال جماعات موالية لها في اليمن ولبنان، ما دفع المنطقة إلى حافة صراع مفتوح.

المسار الدبلوماسي، أمل مهدد بالانهيار
في عام 2015، توصلت إيران إلى اتفاق نووي مع القوى الكبرى (5+1)، ينص على تقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية.
وقد قوبل الاتفاق برفض إسرائيلي واسع، حيث اعتبرته تل أبيب تساهلاً مفرطًا مع "نظام غير جدير بالثقة".
الانسحاب الأمريكي (2018)، بداية مرحلة خطيرة
في 2018، انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، مما تسبب في انهيار المسار الدبلوماسي، وأعاد فتح المجال أمام التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب، خاصة في ظل دعم إسرائيلي للقرار الأمريكي.

صراع معقد ومفتوح على جميع السيناريوهات
الصراع الإيراني الإسرائيلي لا يقتصر على الشق العسكري، بل يمتد إلى أبعاد سياسية وأمنية وإقليمية ودولية.
وبينما تخوض إسرائيل معركة لاحتواء النفوذ الإيراني في المنطقة، تعمل طهران على توسيع أدواتها وأذرعها للردع والضغط المتبادل.
ومع كل ضربة أو تصريح، يقترب الشرق الأوسط من سيناريوهات أكثر خطورة، حيث تتداخل الحسابات الوطنية مع التوازنات الدولية، وتبقى احتمالات الانفجار الإقليمي قائمة ما لم يتم احتواء التصعيد بوسائل دبلوماسية فعالة.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
التوكل على الله، مفتاح الرضا والنجاح في الدنيا والآخرة
04 مارس 2025 12:41 ص
الأكثر قراءة
-
الموعد والقنوات الناقلة مباراة الأهلي وإنتر ميامي الأمريكي في كأس العالم للأندية
-
بالتردد، 3 قنوات تنقل مباراة الأهلي وإنتر ميامي في كأس العالم للأندية
-
قبل مواجهة كأس العالم للأندية، تاريخ مواجهات ميسي أمام الأهلي
-
البث المباشر مباراة الأهلي وإنتر ميامي في كأس العالم للأندية 2025
-
موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي الأمريكي في كأس العالم للأندية
ما توقعاتك لمباراة الأهلي وباتشوكا استعداداً لكأس العالم للأندية ؟
-
فوز الأهلي
-
فوز باتشوكا
-
تعادل الفريقين
أكثر الكلمات انتشاراً