الشيخ خالد حسن يكتب: بالأمل تتجدد الهمم، واليأس لا يسكن قلب المؤمن
الخميس، 26 يونيو 2025 09:57 ص

الشيخ خالد حسن
الشيخ خالد حسن
لقد حثنا ديننا الحنيف على الأمل وعدم اليأس ، والأخذ بالأسباب في صنع السعادة لنا ولمن حولنا ، ولو تأملنا في حياة النبيين عليهم أفضل الصلاة والتسليم لوجدنا فيهم أروع الأمثلة في التمسك بالأمل والبعد عن اليأس.
فهذا نوحٌ عليهِ السلامُ دعَا قومَهُ ألفَ سنةٍ إلّا خمسينَ عامًا فلم يستجيبُوا، ومع ذلكَ لم ينتابه اليأسُ والقنوطُ، {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}. (العنكبوت:14).
وهذا نبيُّ اللهِ أيوبُ - عليهِ السلامُ - ابتلاهُ اللهُ سبحانَهُ وتعالى في نفسِهِ ومالِهِ وولدِهِ، إلّا أنَّهُ لم يفقدْ أملَهُ في أنْ يرفعَ اللهُ الضرَّ عنه، وكانَ دائمَ الدعاءِ للهِ، يقولُ تعالَى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، (الأنبياء:83 )، فلم يُخَيِّبْ اللهُ أملَهُ، فحقَّقَ رجاءَهُ، وشفاهُ وعافاهُ.
وهذا يعقوبُ - عليهِ السلامُ – يغيبُ عنهُ أحبُّ الأبناءِ إليهِ أكثرَ مِن أربعينَ عامًا، ومع ذلك يخاطبُ أبناءَهُ بروحٍ متفائلةٍ خلّدَهَا القرآنُ فقالَ:{يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (يوسف: 87)، وهذا خاتمُ الأنبياءِ والمرسلينَ ﷺ يشتدُّ بهِ وبأصحابِه الإيذاءُ والاضطهادُ والتعذيبُ، وبمجردِ أنْ اشتكَى بعضُهُم مِن شدةِ التعذيبِ، يأتي الرسولُ ﷺ مرةً أخرى ليبعثَ فيهِمُ الأملَ والتفاؤلَ مِن جديدٍ، كما أرشدَنَا النبي المصطفى ﷺ إلى الأملِ والتفاؤلِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ " فعلى كل منا التمسك بالأمل، فعلى المذنب أن يتمسك بأمل المغفرة.
عن أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:"يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي؛ يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي؛ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً".
وعلى المريض أن يتمسك بأمل الشفاء ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً".
فعلى كل إنسان منا التمسك بالأمل ولا ييأس من روح الله ، ودائما يسعى ويجد في السعي وخاصة لو كان السعي في الرزق ويعلم جيدا أنه( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) ولا يكل ولا يمل من السعي لأنه لجأ إلى لا يكل ولا يمل من العطاء ، وهذا ما وجدناه في هاجر أم إسماعيل وزوج إبراهيم عليهما وعلى نبينا أفضل وأتم التسليم، حينما أتى بها زوجها إبراهيم - عليه السلام- في البقاء في مكان قفر موحش لا زرع فيه ولا ماء ولم تيأس من فرج الله فسعت سبعة أشواط بين الصفا والمروة فأتها الله بالفرج بعد الضيق بماء مبارك نبع من الأرض باقٍ إلى أن تقوم الساعة وهو ماء زمزم ..
فعليك أخي الحبيب أن تتمسك بأملك ولا تستسلم لليأس لأنه( لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )
اللهم بلغ بنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا..
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
التوكل على الله، مفتاح الرضا والنجاح في الدنيا والآخرة
04 مارس 2025 12:41 ص
الأكثر قراءة
هل تتوقع رحيل إمام عاشور عن الأهلي بعد زيادة العروض؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً