الخميس، 10 يوليو 2025

06:16 ص

بين الاستشراق والتجسس: كيف تحوّل الإسلام إلى مادة أساسية في تدريب الاستخبارات الإسرائيلية؟

الأربعاء، 09 يوليو 2025 10:19 م

الكاتبة الصحفية وداد العربي

الكاتبة الصحفية وداد العربي

وداد العربي

شهدت منظومة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) خلال الأشهر الأخيرة تحوّلاً استراتيجياً لافتاً في أولوياتها التعليمية والتدريبية، في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر 2023 وما تلاها من أزمات أمنية واستخبارية.

 فقد أقرّ رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال شلومي بيندر «ثورة تعليمية» في صفوف الجنود والضباط، تقوم على تعميق الفهم للعربية والإسلام، ليس فقط على مستوى الترجمة واللغة، بل على مستوى الثقافة والدين والعقلية، باعتبار ذلك جزءًا من بناء «توعية عميقة بالعالم العربي».

هذا التوجه يعكس إدراكًا متزايدًا لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأن الإخفاقات الاستخباراتية السابقة كانت مرتبطة بسطحية الفهم للبيئة الثقافية والدينية التي تتحرك فيها الأطراف الفلسطينية والعربية والإسلامية من اتجاه، وأيضاً يعكس خطورة هذه الدراسات الإسرائيلية واستغلالها ضد الشعوب العربية والإسلامية في الشرق الأوسط بشكل خاص وفي العالم بشكل عام

تفاصيل الخطة الجديدة

وفق ما نشره الصحفي العسكري دورون كادوش والمحللين في الصحافة العبرية، يمكن تلخيص معالم الخطة كما يلي:

إلزامية دراسة الإسلام والعربية: جميع الجنود والضباط في شعبة الاستخبارات، حتى العاملين في المهن التكنولوجية البحتة، سيخضعون لتدريبات إلزامية على فهم أسس الإسلام واللغة العربية.

توسيع جمهور المتلقين: ليس فقط المترجمون والمستعربون، بل أيضًا المحللون والباحثون وأفراد الأقسام الفنية والتكنولوجية.

تطوير البرامج التدريبية: إنشاء قسم خاص في جهاز التدريب لتدريس العربية والإسلام، على أن يصبح كل ضابط استخبارات ميداني في كتيبة ولواء متحدثاً بالعربية وذا فهم معمق بالدين الإسلامي.

إدخال التخصص منذ التجنيد: برامج تمهيدية للمجندين قبل الخدمة، ومراحل متقدمة أثناء الدورة الأساسية والرتب المتقدمة.

إعادة إحياء قسم «تطوير دراسات الشرق الأوسط» الذي أغلق قبل 6 سنوات، وهو معني بتشجيع دراسة العربية والثقافة الإسلامية في المدارس الثانوية من خلال مشاريع مثل «وحدة تريب وتأهيل الشباب المستشرقين».

التركيز على اللهجات والواقع الميداني: إطلاق برامج متخصصة للهجات اليمنية (الحوثيين) والعراقية بالتعاون مع باحثين من خلفيات عربية.

المؤسسات والمعاهد والمراكز المعنية بالعربية والإسلام

لتحقيق هذه الرؤية، تستند إسرائيل إلى منظومة واسعة من المعاهد والمراكز الأكاديمية والبحثية والاستخباراتية، من أبرزها:

▪️ في الجامعات:

مركز موشيه دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا (جامعة تل أبيب)

مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية (BESA) (جامعة بار إيلان)

معهد ترومان للسلام (الجامعة العبرية بالقدس)

أقسام دراسات الإسلام والشرق الأوسط في الجامعات الكبرى: تل أبيب، حيفا، بن غوريون، بار إيلان، القدس.


▪️ في الأجهزة الأمنية:

شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان): الأقسام اللغوية، والبحثية، والمستعربين.

وحدة 8200: قسم التنصت والمحللين اللغويين.

الشاباك: وحدات متابعة المجتمع العربي والفلسطيني.

מדור טל״מ: تطوير دراسات المشرق في التعليم الثانوي.

برامج "גדנ״ע מזרחנים": برامج تثقيفية للمراهقين استعدادًا للخدمة الاستخباراتية.

«בית המזרח התיכון» (بيت الشرق الأوسط) – القدس.

جمعيات بحثية وصحفية تنشط في تحليل الإسلام السياسي والمجتمع الفلسطيني.


يقدَّر أن هناك أكثر من 15 مؤسسة ومعهد ومركز في إسرائيل تنشط بشكل مباشر في دراسة اللغة العربية والثقافة الإسلامية والشرق الأوسط، إضافة إلى عشرات الباحثين العاملين ضمن الجيش والمراكز البحثية.

أهمية دراسة الاستشراق العبري بالتحليل والنقد العلمي

في ضوء هذا التوجه الإسرائيلي، تزداد الحاجة في العالم العربي إلى مقاربة علمية تحليلية نقدية جادة للنتاج الاستشراقي العبري. فالأدبيات الإسرائيلية، رغم غزارتها، تعكس في كثير من الأحيان انحيازات سياسية وأمنية، وتسعى لتطويع المعارف الأكاديمية لخدمة الأجندة الاستعمارية.

لذا ينبغي على الجامعات والمراكز العربية والإسلامية:

• مواصلة دراسة الأبحاث العبرية في قضايا الإسلام والشرق الأوسط دراسة متأنية.

• كشف الثغرات والافتراضات المسبقة في هذه الدراسات.

• الرد العلمي الموضوعي، دون التورط في خطاب شعاراتي أو إنكاري.
إن النقد العلمي الموضوعي للاستشراق العبري يسهم في تطوير خطاب عربي واعٍ، وفي بناء معرفة أصيلة تمكّن من مواجهة السياسات الإسرائيلية بقدر أكبر من الإدراك العميق.

ختاماً، يتشكل التوجه الجديد في الجيش الإسرائيلي نحو تعميق الفهم بالإسلام والعربية خطوة ذات دلالات استراتيجية، تكشف عن إدراك حقيقي لأهمية البعد الثقافي والديني في الصراع. 


وفي المقابل، فإن واجبنا كمجتمعات أكاديمية وفكرية هو أن نقابل هذا المشروع بفكر نقدي وبحث علمي يكشف دوافعه، ويستفيد منه لتحصين وعي مجتمعاتنا ودعم قضايانا.

استطلاع رأى

هل ينجح محمد شريف مع الأهلي بعد عودته؟

  • نعم

  • لا

رشوان: ترامب يرى "بريكس" تهديدًا اقتصاديًا لا سياسيًا للولايات المتحدة

قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يتعامل مع مجموعة "بريكس" من منظور سياسي أو استراتيجي

09 يوليو 2025 11:43 م

ضياء رشوان: نتنياهو يسعى لغطاء من ترامب لضم الضفة ضمن مشروعه السياسي

قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مباحثاته الأخيرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،

09 يوليو 2025 10:53 م

السيدة انتصار السيسي تقدم الشكر لأم أحد أبطال حريق سنترال رمسيس

وجهت السيد انتصار السيسي، قرينةرئيس الجمهورية، الشكر والتقدير لوالدة أحد ضباط الشرطة الأبطال، الذين شاركوا في السيطرة على الحريق الذي اندلع بسنترال رمسيس

09 يوليو 2025 09:00 م

search