الشيخ خالد حسن يكتب: ( اليقين وطرق اكتساب )
السبت، 27 سبتمبر 2025 10:22 م

الشيخ خالد حسن
اليقين هو صفة النبيين والصالحين بل هو شعبةٌ عظيمةٌ من شعبِ الإيمانِ، وصفةٌ من صفاتِ أهلِ التقوى والإحسانِ، اليقينُ مِلاكُ القلبِ، وبه كمالُ الإيمانِ، وباليقينِ عُرِفَ اللهُ، وبالعقلِ عُقِلَ عن اللهِ". (مدارجُ السالكينِ).
لذلك أمرَنا الرسولُ ﷺ أن ندعوَ اللهَ باليقينِ والمعافاةِ فقالَ ﷺ: " سَلُوا اللَّهَ الْمُعَافَاةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْمُعَافَاةِ" واليقينُ درجاتٌ ثلاثةٌ: درجةُ علمِ اليقينِ؛ ودرجةُ عينِ اليقينِ؛ ودرجةُ حقِّ اليقينِ.
ولو تأملنا ما طلبه خليل الرحمن سيدنا إبراهيم - عليه السلام - من المولى عز وجل، ما هو إلا للاطمئنان وازدياد اليقين ، ولهذا طلبَ خليلُ الرحمنِ إبراهيمُ عليهِ السلامُ من ربِّهِ رؤيةَ ذلك أمامَهُ ليزدادَ اطمئنانُ قلبِهِ بالإيمانِ؛ قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة: 260).
وإذا كان الخليل إبراهيم عليه السلام يسعى جاهدًا في الوصولِ إلى الدرجةِ العُليا من درجاتِ اليقين واطمئنانِ القلبِ!! فحريٌّ بنا نحنُ المسلمينَ أن نجتهدَ في كلِّ السُّبلِ والطُّرقِ التي ترفعُنا إلى الدرجةِ العُليا من درجاتِ اليقين؛ ليزدادَ يقينُنا باللهِ؛ وهذا ماثلٌ في الامتثالِ لأوامرِ اللهِ عزَّ وجلَّ واجتنابِ نواهيهِ!
عدةُ طرق لاكتسابِ اليقينِ وتثبيتِه في قلبِ العبدِ، من هذه الطرق:
١ - التفكرُ في الآياتِ الكونيةِ: قال اللهُ تعالى عن خليلهِ إبراهيمَ عليهِ السلامُ: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}.
٢ - سماعِ المتشككينَ والجلوسِ إليهم: فقال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140].
٣ - الدعاءُ: أن يرزقَك اللهُ اليقينَ، كما كان يدعو ﷺ: "اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا الْيَوْمَ مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ رَحْمَتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ عَلَيْنَا بِهِ مَصَائِبَ الدُّنْيَا".
٤ - الصبرُ والثباتُ عندَ المصائبِ والابتلاءاتِ: صهيبٍ، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»
اللهم ارزقنا اليقين ، وارزقنا علم اليقين، وارزقنا عين اليقين، وارزقنا حق اليقين ، وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا..
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
التوكل على الله، مفتاح الرضا والنجاح في الدنيا والآخرة
04 مارس 2025 12:41 ص
الأكثر قراءة
هل تتوقع أن يتأهل منتخب مصر للشباب للدور الثاني للمونديال؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً