الأحد، 14 ديسمبر 2025

12:16 ص

دهشة في الملعب وهتاف للنصر، كيف تحولت مباراة المحلة والطيران إلى خطة في انتصارات أكتوبر؟

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 12:53 م

نصر أكتوبر المجيد

نصر أكتوبر المجيد

محمد نبيل

من يظن أن كرة القدم بعيدة عن انتصارات حرب أكتوبر المجيدة فهو لم يعود لكتب التاريخ وسنلقي الضوء على هذا الأمر، حيث لم يكن ميعاد المعركة لاستعادة الأرض مقصورًا على ميادين القتال فقط.

خاضت مصر واحدة من أعظم معاركها، وكان فيها كل المصريين جنودًا، حتى من لم يحمل السلاح، من بين هؤلاء، كان لاعبو كرة القدم، وجماهير الملاعب، الذين لعبوا دون أن يعرفوا أنهم جزء من أكبر خطة خداع استراتيجي شهدها التاريخ العسكري الحديث.

يوم المباراة.. 6 أكتوبر 1973


في تمام الساعة الثانية والنصف من ظهر يوم السبت 6 أكتوبر 1973، انطلقت صافرة بداية مباراة بين غزل المحلة حامل لقب الدوري ونادي الطيران على ملعب نادي الترسانة، في مباراة بالدوري المصري الممتاز.

كانت مباراة اعتيادية في ظاهرها، لكنها وقعت بعد نصف ساعة فقط من عبور القوات المسلحة المصرية قناة السويس واقتحام خط بارليف، في بداية حرب تحرير الأرض.

في ذلك التوقيت، كان الجيش المصري ينفذ عملية العبور الأسطورية، بينما كانت الكرة تٌمارس على ملعب الترسانة، والجماهير تتابع بشغف لقاء الدوري دون أن تدرك في البداية أن معركة كبرى تجري بالتوازي على أرض سيناء.

هتافات غير مفهومة وبيان حربي عبر الراديو

 

مع تقدم أحداث الشوط الأول، لاحظ لاعبو غزل المحلة أن جماهيرهم تهتف لفريق الطيران، على غير المعتاد، الفريق لم يكن متفوقًا في الأداء، والنتيجة تشير إلى تعادل سلبي، لكن الحناجر تهتف للطيران وللاعبيه، بل تصرخ بـ"الله أكبر" في لحظات غير متوقعة، وهو ما أثار دهشة لاعبو الفلاحين.

أمر الحرب تسرب سريعًا إلى أرض الملعب بين الشوطين عن طريق الراديو الذي حمله بعض المشجعين في المدرجات، بث بيانًا عسكريًا رسميًا، أعلنه الإعلامي الراحل حلمي البلك، يفيد ببدء المعركة وعبور الجيش المصري القناة، تحت حماية الضربة الجوية الأولى، وهي المهمة التي نفذها الطيران الحربي المصري ببسالة، لتبدأ المعركة المجيدة لاسترداد الأرض.

ومع هذا البيان، تحولت المباراة إلى مشهد وطني لا يُنسى، لم يعد أحد يهتم بنتيجة اللقاء اللاعبون في غرف الملابس تفرغوا للدعاء للجنود، أما الجماهير فقد هتفت للطيران، ليس فقط كفريق كرة، بل كجناح من أجنحة المعركة.

الرياضة جزء من خطة الخداع الاستراتيجي

 

المفارقة التاريخية أن هذه المباراة لم تكن صدفة، بل كانت دون أن يعلم اللاعبون أو الجمهور  جزءًا من خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذتها مصر ببراعة لخداع العدو الإسرائيلي وإيهامه أن الأمور طبيعية ولا يوجد ما يُنذر بحرب.

ففي اليوم السابق للمباراة، الخامس من أكتوبر، صدرت تعليمات واضحة إلى الصحف المصرية بزيادة تغطية الأخبار الرياضية، والتركيز على قضايا الكرة، ومنها الحديث الموسع عن عودة نجم الكرة حسن شحاتة من نادي كاظمة الكويتي، ورغبة النادي المصري في التعاقد مع مدرب إنجليزي.

اللافت أن اتحاد الكرة والأندية وحتى الصحفيين الرياضيين لم يكونوا على دراية بالخطة العسكرية، لكنهم أدوا أدوارهم بإخلاص، وشاركوا دون قصد في أكبر عملية تضليل للعدو شهدتها الحروب الحديثة.

استكملت المباراة شوطها الثاني كما هو مخطط لها، احترامًا للحضور الجماهيري الكبير، وبتنسيق بين حكم اللقاء إبراهيم الجويني واللاعبين غير أن الروح التي نُقلت بها الكرة بين الأقدام لم تعد تنافسية يقول اللاعبون: "لم نعد نلعب من أجل النقاط.. كنا نلعب من أجل النصر في سيناء".

سجل فريق الطيران هدفًا، ثم تعادل عمر عبد الله للمحلة، لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي، لكنه كان تعادلًا بطعم مختلف، فبينما خرج اللاعبون من الملعب، كان الجنود قد تجاوزوا خط بارليف، وسجلوا أهدافًا في مرمى الاحتلال لا تُقارن.

إلغاء الدوري والتفرغ لاستقبال المتطوعين والفدائيين

 

في مساء اليوم ذاته، اجتمع اتحاد الكرة المصري وأصدر قراره بإلغاء الدوري العام بالكامل، ووقف النشاط الكروي، للتفرغ الكامل للمجهود الحربي، وفُتحت ملاعب الأندية لاستقبال المتطوعين والفدائيين، وتحولت غرف الملابس إلى نقاط تعبئة، وملاعب التدريب إلى ميادين إعداد للمشاركة في الحرب.

من بين من عاشوا هذه اللحظات، حنفي هليل، أحد نجوم المحلة وقتها، والذي لا تزال ذاكرته تحمل مشهد جماهير فريقه وهي تهتف "الله أكبر"، في توقيت لا يتناسق مع ما يحدث على أرض الملعب لكن حين عرفوا الخبر، يقول: "رقصنا جميعًا.. كأننا من عبرنا القناة".

المباراة، التي كانت تبدو عادية، تحولت إلى ذكرى خالدة، وعلامة مضيئة في سجل الرياضة المصرية، التي لم تتخلف يومًا عن مساندة الوطن في معاركه الكبرى.

لم تكن مباراة المحلة والطيران سوى مشهد صغير من ملحمة كبرى شارك فيها كل المصريين، من المقاتل في خندق النار إلى اللاعب في أرض الملعب، ومن الصحفي في غرفة الأخبار إلى المؤذن في مئذنة المسجد.

الرياضة المصرية، وكرة القدم تحديدًا، أثبتت أنها أكثر من مجرد منافسة على لقب، ففي حرب أكتوبر، كانت أداة خداع ذكية، ووسيلة لصنع "الروتين المزيف" الذي خدع العدو الإسرائيلي تمامًا.

ستظل مباراة غزل المحلة والطيران واحدة من أغرب وأشرف مباريات كرة القدم في التاريخ المصري، ليس بسبب نتيجتها، ولا لأنها كانت الأخيرة في موسم أُلغي لأجل الحرب، بل لأنها كانت مباراة تزامنت مع أعظم أيام مصر، يوم العبور

استطلاع رأى

من تتوقع أن يفوز ببطولة السوبر المصري؟

  • الأهلي

  • الزمالك

النائب محمد مظلوم: دعم الدولة للقطاع الخاص ووثيقة ملكية الدولة مساران متكاملان لتحقيق نمو مستدام

أكد النائب محمد مظلوم عضو مجلس الشيوخ، أن الدولة المصرية تبذل جهودا كبيرة خلال الفترة الأخيرة لدعم القطاع الخاص وتمكينه ليكون شريكا أساسيا في عملية التنمية الاقتصادية

03 ديسمبر 2025 02:12 م

نائب رئيس حزب المؤتمر : فلسطين ستظل قضية الأمة… ومصر على رأس المدافعين عن حقوقها

قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يمثل مناسبة مهمة لتأكيد وحدة الأمة العربية والإسلامية حول القضية الفلسطينية

29 نوفمبر 2025 10:31 م

تامر الحبال بعد التصويت في انتخابات النواب : المشاركة القوية رسالة وعي. وشائعات الإخوان لم تُفلح

أكد المهندس تامر الحبال، القيادي بحزب مستقبل وطن ، أن المشهد الانتخابي في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025 يعكس حالة وعي متنامية لدى المواطنين

25 نوفمبر 2025 07:49 م

search